نجا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، المُحرَّر من سجون الاحتلال الإسرائيلي محمود أبو غالية، من محاولة اغتيال نُفذِّت في ساعة مبكرة من فجر أمس.
وبحسب ما أفادت به تقارير محلية، فإن مجهولين حاولوا اغتيال القيادي أبو غالية بإطلاق النيران عليه مباشرة بعد دهم منزله في بيت عوا، غرب مدينة الخليل الواقعة في جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت مصادر عائلية لصحيفة "فلسطين" أن المجهولين ادّعوا أنهم من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقوا قرابة 30 رصاصة عليه مباشرة، 4 منها أصابت جسده في منطقة الساقين.
وطبقًا للمصادر ذاتها، فإن أبو غالية أصيب بأربع رصاصات نقل في إثرها إلى مستشفى عالية الحكومي لتلقي العلاج.
وأبو غالية، شقيق الشهيد جهاد أبو غالية، مُحرَّر أمضى أكثر من 15 سنة من عمره في سجون الاحتلال، وتحرر في صفقة تبادل "وفاء الأحرار" بين كتائب القسام الجناح العسكرية لحركة حماس من جهة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية بوساطة مصرية، التي تمت على مرحلتيْن نهاية 2011.
واستنكر الناشط الحقوقي أمين البايض من الخليل، بشدة جريمة إطلاق الرصاص على أبو غالية، مؤكدًا أن مثل هذه الجرائم تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه.
وأضاف البايض لـ"فلسطين": أن إطلاق النيران على مُحرَّر أمضى سنوات طويله من عمره خلف قضبان الاحتلال، جريمة تمس أبناء الشعب الفلسطيني كله.
وبشأن مدى وقوف أجهزة أمن السلطة عند مسؤولياتها تجاه ما تعرض له أبو غالية، قال البايض: إن من يعتقد أن أمن السلطة مسيطر في الضفة الغربية، فهو مخطئ، مطالبًا إياه رغم ذلك بالتحقيق في الجريمة وكشف الفاعلين.
وتابع: إن ما حصل يصب في مصلحة الاحتلال والانفلات الأمني.
من جهته عدَّ مسؤول لجنة الدفاع عن أهالي الخليل هشام الشرباتي، استهداف مُحرَّر وشخصية مناضلة مباشرة "نقلة نوعية في الانفلات الأمني"، مشيرًا إلى أن حوادث إطلاق النيران تتكرر في الخليل بناءً على قضايا خلافية ترتبط بالعقارات والمحال التجارية، وأصبحت ظاهرة شبه يومية.
وأكد الشرباتي لـ"فلسطين"، أن استهداف المحرر عملية ليست بريئة وتخدم الاحتلال بالدرجة الأولى، وتشكل تهديدًا جديًا للسلم الأهلي.
وطالب أجهزة أمن السلطة بإجراء التحقيقات اللازمة وكشف الفاعلين والضرب بيد من حديد لكل المتورطين بمثل هذه الجرائم، مبينًا أن جزءًا من المتسببين بالانفلات الأمني في حوادث سابقة معروفين لدى أمن السلطة.
وذكر الشرباتي أن مثل هذه الحوادث تتكرر في الخليل، بسبب استهداف الاحتلال لها أكثر من أي مدينة أخرى، في ظل سيطرته الأمنية على أجزاء من المدينة، التي تشكل ملجأ للخارجين عن القانون.
وشدد على أن مثل هذه الحوادث تشكل تهديدًا للسلم الأمني والأهلي الفلسطيني، عادًّا أن أي تناحر فلسطيني يخدم الاحتلال بالدرجة الأولى.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أطلق مجهولون نيران أسلحتهم الرشاشة على منزل ومكتب القيادي في التيار الإصلاحي حاتم شاهين، الأمر الذي أثار ردود فعل مناوئة واسعة فلسطينيًا.

