فلسطين أون لاين

تقرير موظف "الأونروا" الدواهيدي.. هدف دقيق لغارات الاحتلال الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

منذ أسبوعين يرقد الجريح إيهاب الدواهيدي، على أسرَّة مستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، في إثر إصابته بالرأس خلال قصف إسرائيلي في أثناء عودته من عمله في مختبر الرمال "السويدي" التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

كان الدواهيدي (35 عامًا) على موعد مع زوجته الحامل وأطفاله الثلاثة، قبل أن تسقط على رأسه شظية معدنية في إثر قصف الاحتلال منزلًا ملاصقًا لمنزله خلف أبراج الكرامة شمالي غرب مدينة غزة، بعد ظهر يوم الـ18 أيار/مايو الماضي، لتفرقهم عن بعضهم حتى اليوم.

ورغم إصابة الدواهيدي الموظف في الوكالة الأممية، فإن تصريحات مدير عمليات الوكالة في قطاع غزة، ماتياس شمالي، الذي قال على قناة إسرائيلية: كانت الإصابات دقيقة وأصابت أهدافها بدقة وأن (إسرائيل) تجنبت إصابة المدنيين، جاءت لتناقض الواقع.

إصابة خطِرة

ويحاول محمود الدواهيدي، والد المصاب "إيهاب" جاهدًا الحصول على أخبار تطمئنه على ابنه الذي تعرض لإصابة خطِرة في الرأس، وأفقدته القدرة على النطق والرؤية وأعاقت حركته، وجعلته طريح أسرة مستشفى المقاصد في القدس، وفق قوله.

ويقول الدواهيدي، لصحيفة "فلسطين": نقل ابني إلى مجمع الشفاء الطبي ومكث هناك عدة أيام ثم نُقل إلى مستشفى المقاصد نظرًا لإصابته الحرجة وحاجته إلى إجراء عمليات جراحية غاية في الخطر.

ويضيف أن نجله إيهاب أصيب قرابة الساعة الواحد والنصف ظهر يوم الـ18 أيار/مايو الماضي، بعد عودته من عمله ونزوله من الباص الذي يقل موظفي أونروا.

وصباح يوم إصابته وخلال توجهه إلى عمله، يشير الوالد، إلى أن ابنه شاهد مجموعة من الكلاب في المنطقة وظهر عليها الجوع والعطش فعاد إلى منزله وأحضر لها طعامًا قبل أن يكمل طريقه متوجهًا إلى مكان عمله.

ودعا الدواهيدي، الله عز وجل، أن يعيد نجله سالمًا معافًا، بعد أن غُيّب عن منزله قسرًا منذ أسبوعين، فأطفاله يداومون السؤال عليه، ويشعرون بالخوف والحزن على مصيره، وخاصة عند رؤيته ممددًا على أسرة العلاج ولا يقوى على الكلام أو الحركة.

لم يطل القصف الإسرائيلي الدواهيدي فحسب، بل طال أيضًا شقته السكنية التي تعرضت لضرر كبير جدًا خاصة بعد قصف قوات الاحتلال منزلًا ملاصقًا لمنزله، فلا نوافذ ولا أبواب باقية، والثقوب الكبيرة والكثيرة تملأ الجدران.

مرمى النيران

ويقول رئيس قطاع الخدمات في اتحاد الموظفين بالأونروا د.مصطفى الغول مستهجنا تصريحات شمالي: "كان الدواهيدي هدفًا دقيقًا للاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب 66 طفلًا استشهدوا، منهم 38 طفلًا ينتمون إلى مدارس أونروا".

وأشار إلى أن الدواهيدي، وبسبب خطر وضعه الصحي وتركز إصابته في منطقة الرأس، جرى تحويله إلى العلاج في مستشفى المقاصد بالقدس، لاستكمال إجراء العمليات الجراحية المعقدة هناك.

ويؤكد أن زميله، لم يتوانَ عن مواصلة عمله رغم صعوبة الأوضاع التي تعرضت لها قطاع غزة خلال العدوان، إلى أن طالته شظايا طائرات الاحتلال لتبقيه على أسرة العلاج يصارع الخطر.

وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في استشهاد 254 فلسطينيًا، منهم 66 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًا، وإصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، في حين أفادت إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بنزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من منازلهم، لجأ منهم 28700 إلى مدارس الوكالة.

وكان مدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي، قد قال للقناة (12) الإسرائيلية: "أنا لست خبيرًا عسكريًا، ولكن من وجهة نظري، هناك دقة عالية في قصف الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الـ11 العدوان الإسرائيلي الأخير على ضد غزة"، مضيفا: أن (إسرائيل) لم تقصف أهدافًا مدنية إلا في بعض الاستثناءات.

ودانت فصائل وقوى وطنية فلسطينية وهيئات ومؤسسات رفضها لتصريحات شمالي، مطالبة برحيله.

المصدر / فلسطين أون لاين