فلسطين أون لاين

مركز تدريبي تحوَّل إلى ركام في غزة.. شاهدٌ على استهداف التعليم

...
محمد الحداد
غزة/ صفاء عاشور:

في برج الشروق وسط مدينة غزة، الذي وقع ضحية لغطرسة احتلال يسعى لهدم كل شيء جميل في قطاع غزة، تحوَّل مقر "أكاديمية سفراء التنمية العالمية" إلى ركام، بعد أن كان يقدم خدمات تدريبية.

وعملت الأكاديمية منذ 10 أعوام في قطاع غزة في مجال إعطاء دورات في التنمية البشرية منذ 2011 وحتى الآن، واستفاد من خدماتها ودوراتها ما يقرب من نصف مليون طالب وخريج على مستوى قطاع غزة، وفق القائمين عليها.

لكن الطالبة الجامعية أمل أبو يوسف التي تعرفت على الأكاديمية عبر مواقع التواصل لتعزيز قدراتها، تفاجأت خلال العدوان الأخير بتدمير مقرها، ليملأ الحزن قلبها "بشدة خاصة على ذكرياتي فيها"، كما تقول.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، تقول: "البرج هُدم ولكن سنبقى مستمرين في تحقيق الهدف وهو التدريب الشخصي والتخطيط الإستراتيجي لأنفسنا، لزيادة الثقة بنفسي ومخاطبة الجماهير دون خوف وغيرها الكثير من الفوائد".

أما مدرب التنمية البشرية في اختصاص علم النفس مصعب الغمري منذ سماع خبر قصف برج الشروق تسمرت عيناه أمام شاشة التلفاز لمتابعة قصف البرج، وقلبه لا يتوقف عن الدعاء أن ينجو من هذا العدوان.

وللغمري -يضيف لصحيفة "فلسطين"- ذكريات كثيرة في البرج حيث عمل في الأكاديمية عامين، لكن الاحتلال حوَّلها إلى ركام بدون أي سبب.

ويتابع: "الوجع كبير لاستهداف برج الشروق، وبمجرد أن وقف العدوان أول ما فعلته هو التوجُّه إلى البرج، ووقفت على ركامه الذي سيُزال ويُعاد بنائه من جديد، وسنبقى حاملين الرسالة نفسها بأننا مستمرون في التدريب رغم الاحتلال".

مشرف الأكاديمية د.محمد الحداد يوضح أنها تهدف إلى تنمية قدرات الشباب، لتكون لهم خطة إستراتيجية شخصية حتى يستطيع كل منهم أن يقود نفسه نحو خطته التي وضعها وألا يسير وفق خطط الآخرين.

ويقول الحداد لصحيفة "فلسطين": إن الأكاديمية التي تعرضت للقصف كانت تنشط في مجالات عقد دورات التخطيط الإستراتيجي، وإدارة الوقت، وقوة الإرادة ودروات في مجال التنمية البشرية، لافتًا إلى أن مقرها الأساسي في بريطانيا ولكن له انتشار في أكثر من 80 دولة حول العالم.

ويضيف: "درَّبنا عددًا كبيرًا من طلاب الجامعات والخريجين، والعام الماضي بدأنا في الملتقيات التدريبية"، مقدرًا عدد المستفيدين من هذه الدورات بنصف مليون شخص على مدار عقد.

لكن عدوان الاحتلال على قطاع غزة دمر برج الشروق الذي توجد فيه الأكاديمية ليرى جميع من استفاد من خدماتها وهي تتحول إلى ركام، ليعم الحزن على آلاف الطلبة، إضافة إلى المدربين الذين عملوا فيها.

ويؤكد الحداد أن الاحتلال أراد أن يحطم أحلام وأمال الشباب "ولكن هيهات له فالجميع بداخله إرادة وعزيمة قوية ومن داخل الألم يخرج الفلسطينيون لصنع الأمل والفرص للحياة"، مشددًا على أن البرج مدني بحت لا يوجد فيه سوى مؤسسات، جمعيات، مراكز تدريبية، محال تجارية ومكاتب إعلامية.