دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة في بيان لها إلى فعاليات يوم غضب تشمل كل مناطق التماس والاستيطان وإلى تصعيد غير مسبوق رغم انتهاء إضراب الأسرى لصالحهم وتحقيقهم غالبية مطالبهم. إضراب الأسرى كان هو العنوان الرئيس لتحفيز الجماهير للخروج ضد المحتل الاسرائيلي ويبدو أن التصعيد أصبح مطلوبًا من جانب السلطة الفلسطينية سواء دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية أم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بيان القوى اشتمل على رفض وصف حماس بالإرهابية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا الموقف الإيجابي كان نابعًا من الغضب على ترامب، حيث أكدت القوى الوطنية والإسلامية رفضها لأية عودة للمفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية المنحازة للاحتلال والتي تجسدت من خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.
كان الجميع بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع الرئيس بتنفيذية المنظمة وبثوري حركة فتح فيما يتعلق بالإجراءات التي سيتخذها ضد حماس في قطاع غزة وخاصة بعد سلسلة من التهديدات باتخاذ إجراءات غير مسبوقة. شخصيًّا لاحظت نبرة أقل حدة من جانب المتحدثين باسم الرئاسة وحركة فتح تجاه حماس، ومن قال سابقًا: إن كل مواطن في غزة سيشعر بآثار الإجراءات تراجع، وقال إن الإجراءات لن تمس المواطنين وكل المطلوب من حركة حماس هو الوحدة الوطنية، ومنهم من أكد أنه لن يتم المساس بسلاح المقاومة ولم يطلب أحد من حماس الاعتراف بدولة الاحتلال إسرائيل.
أرى أن الرئيس محمود عباس أصبح على قناعة تامة أن الخطر الذي يأتيه من الخارج أكبر من المناكفات الداخلية مع حماس، الرئيس كان يأمل أن يبدأ (السلام) من الألف إلى الياء، أي من فلسطين ثم الدول العربية ثم الإسلامية، ولكن يبدو أن (إسرائيل) نجحت في إقناع الإدارة الأمريكية بإنجاز سلام من الياء إلى الألف، يبدأ من المسلمين والعرب وينتهي بالفلسطينيين، أي أن (السلام) مع الفلسطينيين قد يحتاج إلى مائة سنة أخرى. أعتقد أن الأيام القادمة ستكشف أكثر عن مدى الخيبة التي ألحقتها زيارة ترامب بمنظمة التحرير والرئاسة الفلسطينية مما سمح للقوى الوطنية والإسلامية في رام الله إصدار بيانات شديدة وفيها تحدٍّ غير مسبوق للمحتل الإسرائيلي.