عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جلستها الأسبوعية، أمس الأول، لأول مرة، في نفق أسفل حائط البراق في القدس المحتلة، وذلك بمناسبة ما يسمى، مرور 50 عامًا على احتلال المدينة، فما الرسائل التي أرادت حكومة الاحتلال إيصالها عبر هذا الاجتماع لكل من الأطراف الفلسطينية والدولية، وهل كان الاجتماع إحدى ثمرات الدعم الأمريكي الأخير لـ(إسرائيل) وتأكيد الأخيرة على كون القدس ستبقى "يهودية خالصة".
يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن هناك عدة رسائل أرادت حكومة الاحتلال أن توصلها للأطراف الفلسطينية والعربية الإسلامية والدولية، عبر اجتماعها أسفل حائط البراق والتي هي جزء أصيل ومتلاحم من المسجد الأقصى المبارك.
ويوضح عبيدات لصحيفة "فلسطين"، أن الرسالة الأولى التي أراد الاحتلال إيصالها للأطراف مجتمعة، أن حائط البراق المسمى لديه "حائط المبكى"، هو حائط يهودي خالص، وفق مزاعمه، وأنه لا قوانين أو قرارات أو صفقات سياسية دولية من شأنها أن تزيح هذا الرابط عن الديانة اليهودية.
ويضيف أن سلطات الاحتلال في رسالة أخرى لاجتماعها، أرادت أن تقول: "إن علاقة اليهود بالمسجد الأقصى وجميع الآثار من حوله علاقة ارتباطية عقدية مع اليهود لا تنازل عنها"، مع توجيه رسالة واضحة للأمة العربية والإسلامية أن هذا الصرح سيبقى ضمن "عاصمة اليهود للأبد".
وفي رسالة للمجتمع الدولي، يلفت عبيدات إلى أن حكومة نتنياهو باجتماعها أسفل حائط البراق وجهت رسالة هامة لهذا الطرف مفادها أن القرارات التي اتخذت مؤخرًا سيما عبر منظمة "اليونسكو" لا قيمة لها مطلقًا، وأن القرارات المؤكدة على هوية حائط البراق والمسجد الأقصى ليست إلا حبرًا على ورق لا تعنيها من قريب أو بعيد.
ولم تكن تعقد حكومة نتنياهو اجتماعها، وفقا للمحلل المقدسي، إلا بعد ملامستها لضوء أخضر أمريكي تم التقاطه عبر الزيارة الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، والذي أكد على ما أسماه عمق التاريخ بين اليهود والقدس، وقيامه بزيارة حائط البراق.
وخلال جلسة حكومة الاحتلال في أسفل حائط البراق، استهل نتنياهو، حديثه بالقول "إن حكومته تعقد جلستها في هذا المكان بالذات بمناسبة تحرير القدس وإعادة توحيدها" حسب زعمه.
دلالات خطيرة
من جهته، يقول رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، إن عقد حكومة الاحتلال اجتماعها أسفل حائط البراق، له دلالات كبيرة وخطيرة، تحاول عبره أن ترسل رسائل عديدة لكافة الجهات.
ويتوقع خاطر لصحيفة "فلسطين"، أن تتخذ حكومة الاحتلال المزيد في الأيام القادمة من القرارات التي من شأنها مواصلة تعزيز مخططات تهويدية لمدينة القدس بمعالمها سواء كان ذلك عمليا أم ذات دلالات سياسية.
ويشير إلى أن حكومة الاحتلال توجه رسالة رئيسية، للطرف الدولي، (الطرف الأساسي) الذي أراد الاحتلال توجيه رسالة له عبر اجتماعه، سيما وأن معظم الدول تؤيد قرارات الأمم المتحدة التي تعرف القدس مدينة محتلة، وأنه لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق.
ويلفت خاطر إلى أن حكومة الاحتلال أكثر ما يعنيها في التقاط الرسالة هي الأطراف الدولية الغربية ذات التأثير السياسي، وأن الدول العربية والإسلامية "لا تأخذ حيزًا كبيرا في اهتمامها أو حتى خشيتها من أي ردود فعل، وترسل رسائل أنها ماضيه بتهويدها للقدس بكل جزء فيها".
ويشير رئيس مركز القدس الدولي إلى أن الاجتماع أسفل حائط البراق ليس إلا ثمرة للدعم الأمريكي المتوسع بقيادة ترامب، والذي وصف عبر قيادات إسرائيلية أنه كان داعما بسخاء لم يتوقع لـ(إسرائيل).