فلسطين أون لاين

أبعاد

تقييم بالأهداف (١٦)

أظهرت معركة (سيف القدس) أن للشعب الفلسطيني قيادتين لا قيادة واحدة. قيادة المقاومة بزعامة حماس، وقيادة السلطة بزعامة محمود عباس. وقائع المعركة ومخرجاتها تقول إن قيادة المقاومة للشعب الفلسطيني رسخت أقدامها بين السكان، وتقدمت خطوات إلى الأمام، في حين تراجعت سلطة محمود عباس، ولم يعد كثيرون ينظرون للسلطة على أنها تمثلهم أو تقودهم نحو الأهداف الوطنية، لذا هتفوا ضدها في المسجد الأقصى وفي مواقع عديدة من الضفة المحتلة.
المقاومة تستمد قيادتها وقوتها من الشعب الفلسطيني، وقيادة السلطة تستمد بقاءها وقوتها من اتفاقها مع المحتل ومن أمريكا. الأولى معها السلاح، والثانية معها المال. والمؤسف أن المال لا يلتقي بالسلاح في فلسطين، فإما المال وإما السلاح، لأن الالتقاء يعني خسارة المال فورا، ويعني سقوط قيادة السلطة وانهيارها، وهذا تفكير مؤسف.
حين قعقع السلاح وسمعت أصداؤه تجمعات الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي المحتلة وفي الضفة والقدس، والعواصم العربية سكت أصحاب المال وتجاره، ولم يقولوا كلمة تترحم على شهداء غزة، أو تواسي أصحاب الأبراج والعمارات المهدمة، وحين أعلنت بعض الدول عن تبرعاتها لإعادة إعمار ما تهدم في غزة، جلجلت أصوات أصحاب المال من رجال السلطة في كل الأرجاء يطلبون من العالم تمرير أموال الإعمار إلى غزة من خلال رام الله. نعم استجابوا لوسوسة المال بسرعة البرق، ولم يستجيبوا لقصف المحتل. لقد ظلوا صامتين وكأن المعركة تجري في أرض الغير ولا علاقة لها بفلسطين وبهم.
من حمل السلاح وقدم الشهداء أَوْلى بحمل المال لإعادة الإعمار، مِن الذي خذل المقاومة، وخذل الشهداء، وخذل الشعب. هذا الخاذل المخذول لا يحسن حمل المال، ولن يحسن استخدامه في تخفيف الأضرار وتضميد الجراح، وسيكون المال نهابا لكل طماع، يعيش على خداع الناس باسم منظمة التحرير والتمثيل، وقد أثبتت معركة (سيف القدس) أن الشعب هو من يقرر جهة التمثيل المحترمة.
 غزة يمثلها من حارب معها، ومن يعمل على تضميد جراحها، ومن يعزز فكرة النصر، وخصيم غزة من وقف متفرجا على وقائع المعركة، ومن ينكأ جراحها، وينشر الهزيمة بين أبنائها، في تعاون غبي مع المحتل ودعايته. غزة تبحث عن الصديق والولي، وهي مضطرة للصمت وهي تقفز عن المناكف الذي لا يتحرك إلا بالمال، وإلا بالكراهية لغزة. معركة (سيف القدس) كشفت للشعب عن القيادة الحقيقية، وهذا الكشف تحقق بفضل الله، وهو كشف له تداعياته في حركة المستقبل، وفي إعادة الإعمار