فلسطين أون لاين

جبل الصخرة لا موريا

لعل بعضنا يقع فريسة مصطلح غريب جاذب ويفهمه في سياق إيجابي ثم يتطور الأمر لديه فيسمّي به مؤسسة أو موقعاً وربما ولداً؛ ظنّاً منه أنه ينسجم مع ثقافته واتجاه الرأي لديه.


من تلك المصطلحات الطارئة اسم "موريا" الذي يقولون إنه الاسم القديم الذي يعني الجبل أو التلة التي أقيم عليها مسجد قبة الصخرة، أي أن الصخرة هي قمة موريا.


هذه التسمية لا نجدها في تراثنا العربي الإسلامي بالمرّة، فهي من مصطلحات العهد القديم "التوراة" في سفر التكوين، ويشير شرّاح التوراة إلى أنها الجبل الذي أقيم عليه "هيكل سليمان"، ويظن بعضهم أنه الموضع الذي أُمر فيه إبراهيم بذبح ابنه "إسحاق" ويسمونه "يَهْوَهْ يِرْأَهْ".


في أحسن الأحوال -إذا افترضنا حسن النية- فإن "موريا" لفظ ساميّ قديم دوّنته الكتابة الدينية التوراتية حتى ظنه الناس عبرانياً.


هذا الموضع يقال فيه أيضاً تل أرْوَنة في أحد الأسفار أو أرْنان في سِفر آخر، وهو بَيْدَر كان لرجل يبوسيّ فلسطيني فاشتراه منه الملك داود، وبنى عليه الهيكل أو المذبح للتعبّد، وفي مواضع أخرى في العهد القديم نجد أن هذا التل يسمى أيضاً صهيون، فيما يرى بعضهم أن موريا إلى الشمال من صهيون.


وحتى تسميته بـ"موريا" تسمية اجتهادية غير أكيدة؛ حيث يشير محققو نسخة الرهبانية اليسوعية: "يطابق سفر الأخبار الثاني بين موريّا وبين الرابية التي سيشاد عليها هيكل أورشليم".. غير أن النص يشير إلى أرض باسم موريّا لا يأتي ذكرها في مكان آخر، ويبقى مكان الذبيحة مجهولاً.


ما أريد قوله إننا في غنى عن هذه التسميات المختلطة التي تستدعي التراث الديني اليهودي المحرّف، ويغنينا عن ذلك المصلحات العربية الإسلامية القديمة كجبل الصخرة أو هضبة الحرم -على سبيل التجوّز التشبيهي بلفظ الحرم- أو حتى جبل أرنان لمن أراد إعادته إلى أصله التاريخي اليبوسي رغم أن مصدر هذه التسمية توراتية أيضاً غير مقبولة.


علينا أن نلفظ ونرمي كل مصطلح عبراني أو يهودي يختص ببيت المقدس ونستعيض عنه بمصطلحاتنا.