فلسطين أون لاين

أبعاد

تقييم بالأهداف (١٢)

سأل سائل: هل تأثر الاستيطان في الضفة بمعركة سيف القدس؟ هل سنشهد تعزيزًا للاستيطان أم تراجعًا له؟

الإجابة عن هذا السؤال تقتضي العودة للوراء قليلًا، والموازنة بين حجم الاستيطان قبل أوسلو وبعد قيام السلطة الفلسطينية، كل المعطيات تقول إن الاستيطان في مرحلة المقاومة قبل أوسلو كان محدودًا في الضفة الغربية والقدس، وأنه توسع وانتشر بعد قيام السلطة، وبعد تغييب السلطة المقاومة وقمعها، أي السلطة وفّرت مناخًا جيدًا للاستيطان رغم انتقاداتها الإعلامية له، ومطالباتها بتفكيكه.

التنسيق الأمني وفر مناخًا وفرصًا للاستيطان السهل، لم تكن هذه الفرص متوافرة عندما كانت شهداء الأقصى وكتائب القسام تتنافسان بالضفة في مقاومة المحتل والاستيطان.

معركة سيف القدس أعادت الروح للمقاومة، ولكل مواطن يرغب في الانخراط فيها، وباتت قيادة الضفة الوطنية تقول إن ما فعلته مقاومة غزة في أحد عشر يومًا لم تفعله مفاوضات عباس في عشرات السنين، لذا يمكن القول إن عودة الضفة لمشروع المقاومة هي مسألة وقت ليس إلا، وإن من يرِد إيقاف الاستيطان فعليه بالمقاومة.

هذه العودة لقراءة الواقع في ضوء الماضي تقول: إننا سنشهد تراجعًا في عمليات الاستيطان، وفي رغبة المستوطنين الذاتية في بناء مستوطنات جديدة، أو تعزيز الموجود منها، وستعزف أسر كثيرة عن الالتحاق بالمستوطنات، وربما نشهد بعضًا من الهجرة منها، كما شهدنا نحن ذلك في غزة قبل الانسحاب النهائي منها بقرار من شارون.

المستوطن الذي يقدم نفسه رأس حربة لدولته ولغيره بغرض الإحاطة بملك أرض فلسطين بات هو خائفًا على نفسه وعلى استقرار عمله في باب الاستيطان، بعد أن رأى (تل أبيب) المستوطنة الأكبر والأقدم قد ضربت بصواريخ المقاومة، وحيث بات السكان في الملاجئ، (تل أبيب) تقصف وليس بجوارها سكان فلسطينيون، ونحن في (أرئيل) وغيرها نعيش في  وسط عربي محيط بنا وكاره لوجودنا، نعم، كيف لنا أن نعيش؟! كيف لنا أن نطمئن إلى المستقبل؟! وعاجلًا أو آجلًا يموت عباس فمن يحمينا بالتنسيق الأمني؟! عباس سيموت والمقاومة ستنمو، ولا ندري ما الموقف من بعد عباس؟!

كل هذه الأسئلة فرضت نفسها على قادة المستوطنات رغم ما يسكنهم من كراهية للعرب، ومن رغبة قوية في طردهم من القدس والضفة، حين تمتلك الضفة الجيل الأول من صواريخ القسام القصير المدى سيتراجع الاستيطان، ليبدأ العدّ التناري باتجاه إخلاء المستوطنات من السكان، كما حدث في غزة تمامًا، الاستيطان خرج من غزة بعد أن امتلكت المقاومة "الهاون"، وسيخرج من الضفة بعد أن تنجح الضفة بامتلاك الصواريخ و"الهاون"، وهذا الأمر ليس بعيدًا ولا مستحيلًا، الاستيطان في الضفة بعد "سيف القدس" لن يكون كما كان قبل "سيف القدس"، ولندع الأيام القادمة تحكي لنا بقية الراوية.