فلسطين أون لاين

تطهير جماعي لأحياء القدس

تقرير القدس المحتلة.. 86 عائلة مهددة بالتهجير في حي بطن الهوى بسلوان

...
صورة أرشيفية

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياستها اإحلالية الممنهجة للسيطرة على أحياء مدينة القدس المحتلة، بتهجير سكانها لصالح المجموعات الاستيطانية المتطرفة، خاصة تلك الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.

والنكبة الجديدة وخطر التهجير، وفق ما جاء في تقرير وزعته نشرة "حرية نيوز" اليوم الأربعاء، يتهددان قرابة 750 مواطنًا مقدسيًا في 86 أسرة موزعة على حوالي ٥ دونمات في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في محاولة لتغيير الوقائع على الأرض لصالح المستوطنين، كما هو الحال في حي الشيخ جراح.

وأجلت محكمة الاحتلال المركزية في القدس، اليوم الأربعاء، البت في قضية تهجير 6 شقق سكنية من أصل 86 عائلة لصالح المستوطنين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

تطهير جماعي

من جهته، قال قتيبة عودة أحد سكان حي سلوان المهدد بالإخلاء: "أن 86 عائلة مهددة بالتهجير في حي بطن الهوى، وأوضح أن الاحتلال يستخدم سياسة الإخلاء المتجددة ضمن ممارسات احتلالية لتهجير الأهالي وتطهير جماعي ضمن حرب جماعية تستهدف القدس وأحيائها".

وأشار أن للقدس واجهتان تتمثل في الشيخ جراح وهي الحامية الشمالية، ومنطقة سلوان والتي تمثل الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، وتمثلان جزءا كبيرا من منطقة الحوض المقدس الذي يضم ١٣ حيا عربيا.

وأضاف: أن "هناك ٦ أحياء تحت طائلة التهجير القسري، تضم آلاف المقدسيين ومئات المنازل، مبينًا أن السيطرة على المنازل تتم بطريقتين أحدهما عبر بلدية الاحتلال التي تمنع إصدار التراخيص، وأخرى عبر الجمعيات الاستيطانية مثل جمعية "عطيرت" التي تحارب في حي الشيخ جراح وبطن الهوى وتطالبهم بالتهجير".

ولفت إلى "أن جمعية عطيرت تدّعي أن يهود اليمن في زمن العثمانيين كانوا يعيشون في أراضي سلوان وهي ملك لهم، ومن حق جمعية عطيرت أن تكون بمثابة الوصي على هذه الأملاك".

وتابع: "حي بطن الهوى بسلوان منطقة استراتيجية محاذية لمنطقة باب المغاربة ومهمة جدا بالنسبة للاحتلال لذلك فهي تمارس حرب جماعية لتساهم في تغيير ديمغرافي في القدس، أقلية عربية مقابل أكثرية يهودية متطرفة".

وشدد على أن هدم البيوت أهون علينا من تسليمها وإخلائها لقطعان المستوطنين ليسكنوا فيها، معبرا عن ثقته في الشباب الفلسطيني الذي سينتصر في معركة التحدي مع الاحتلال.

وحذر عودة من تجاهل ما يحدث في سلوان، مؤكدا أن كل أحياء القدس مهددة بالتهجير، والصمت على سلوان اليوم يعني السيطرة على العيسوية غدا.

وأردف: "لن نرحل، والنكبة التي عاشها أجدادنا لن نسمح بأن نعيشها مجددا، القدس وأحيائها تستصرخكم وتحتاجكم إلى جانبها"، مطالبا العالم بفزعة ونصرة مشابهة لفزعة الشيخ جراح، وداعيا لضرورة أن تكون البوصلة تشير نحو القدس.

تشبث بالأرض

ومن جانبه، أكد هاني الشويكي وهو أحد سكان بلدة سلوان المهددين بالتهجير أنه متشبث بأرضه وبيته، ولن تمر أوامر الإخلاء إلا على أجساد أهالي سلوان.

وتابع:" قدمنا فداء للقدس اثنين من إخوتي شهداء أحدهم على أرض سلوان وآخر في ساحات الأقصى، وأمضينا حوالي ٧ سنوات في سجون الاحتلال ومستعدين لتقديم أرواحنا فداء للقدس".

وأوضح أن ٣٢ فردا في العائلة يعيشون في ٣ منازل مهددة بالإخلاء، مشددا على ضرورة مقاومة الاحتلال ومواجهة قراراته لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة.

ووجه الشويكي رسالته للأحرار في العالم بضرورة نصرة المقدسيين، والمشاركة على الأقل في نشر وسم "أنقذوا سلوان" عبر الفضاء الأزرق، مؤكدا أن أي فزعة تحمل معها الوعي هي مهمة جدا في تثبيت الأهالي.

وطالب الشويكي تركيا على وجه التحديد بتفنيد ادعاءات الاحتلال وحماية ٧٠٠ فلسطيني مهددين بالإخلاء في سلوان بزعم أنها أراضي كانت ليهود في زمن الدولة العثمانية.

الهدف أكبر من سلوان

بدوره، أكد مسؤول لجنة الدفاع عن بيوت بطن الهوى زهير الرجبي أن هدف الاحتلال يتجاوز إخلاء البيوت فحسب ويتعدى ذلك لهدم الأقصى وبناء الهيكل وإخلاء ما يعرف بالحوض المقدس المطل على المسجد الأقصى.

وأشار أنه ومنذ عام ٢٠١٥ بدأت جمعيات استيطانية بملاحقتنا قانونيا لطردنا من سلوان، موضحا أنه وعلى الرغم من تقديم أوراق ثبوتية (بيع وشراء) تثبت ملكيتنا للأراضي فإن القضاة المتطرفين رفضوا التعاطي معها وهم منحازون تماما للرواية الإسرائيلية.

وأضاف الرجبي أنه تم تجهيز محامين لديهم خبرة مسبقة بقضايا الأراضي لكن الاحتلال سعى جاهدا للضغط على المحامين لترك القضية من خلال زيادة الضرائب عليهم وتهديهم.

واستنكر الرجبي بقوله أن "هناك قانون إسرائيلي ينص على أن من حق أي مواطن اسرائيلي استرجاع عقاراته مهما طال عليها الزمن، فيما لا يحق للفلسطيني للمطالبة بحقه".

وبيّن الرجبي أن ما يقارب ٧٠٠ إلى ٨٠٠ شخص مهددين بالطرد في الشوارع بلا مأوى، في حال نفذت محكمة الاحتلال قراراتها، متمنيًا أن يصل صوت المقدسيين للعالم بأسره، مؤكدا أنه ليس مساعدة لشخص واحد، إنما درء لفاجعة كبيرة تتعرض لها القدس.

المصدر / فلسطين أون لاين