فلسطين أون لاين

أبعاد

تقييم بالأهداف (٩)

بعد أن عرفنا في مقالات سابقة أهداف المقاومة، ودوافع خوض هذه المعركة القتالية الشرسة، نقارب أهداف العدو من خوض هذه المعركة، ونحاسبه بما أعلن. أعلن العدو للوسطاء الذين توسطوا لوقف إطلاق النار أنه لن يوقف القتال حتى تُدمَّر مواقع إطلاق الصواريخ ويوقف إطلاقها، وتحقيق تهدئة طويلة المدى، وقد اتخذ جيش الاحتلال استرتيجية عملياتية لتحقيق هذا الهدف يمكن تلخيصها في نقاط:

استهداف منصات إطلاق الصواريخ ومطلقيها وأماكن تخزينها والمصانع التي تقوم على تصنيعها، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية تعظيم خسائر غزة بشكل متعمد من خلال تدمير الأبراج السكنية، وعمارات السكان، بتحذير ودون تحذير، وتدمير كل المواقع الحكومية والوزارية، وتدمير البنوك التي على علاقة مع حماس، وتدمير الطرق والمصانع المنتجة، وتشكيل أكبر وأوسع ضغط مدني على حماس والمقاومة في أثناء المعركة بعيد وقف إطلاق النار، وتمزيق الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة وفي خارج غزة.

هذه الأهداف لم تتحقق للمحتل بحسب ما أراد وخطط. منصات صواريخ المقاومة ظلت فاعلة وعاملة حتى الساعة الأخيرة لدخول وقف إطلاق النار، وحين أنذر العدو برج وطن وعمارة الرائد بالإخلاء لأنه سيقصفها في الساعة الواحدة ليلا قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، هددته المقاومة عبر الأثير بأنها سترد بضربة صاروخية تغطي كامل فلسطين المحتلة فتوقف المحتل عن التنفيذ.

أي إن قوة الردع الصاروخية الغزية بقيت عاملة، للساعة الأخيرة وما زالت فاعلة، وستتعزز في السنوات القادمة، ولم يتمكن العدو من اغتيال قادة المقاومة ولم يحُر على علامة نصر ذات مغزى، وأما الحاضنة الشعبية للمقاومة  في غزة فقد توسعت وتعمقت وترسخت وأحست بأمل جديد يبزغ من نور هذه الحرب، وخرجت غزة تحتفل بالنصر، والأهم من ذلك أن هناك إجماعا فلسطينيا في غزة والقدس والضفة أن الطريق للخلاص من الاحتلال والاستيطان هو طريق المقاومة، وأن المقاومة تقدمت خطوات مهمة نحو التحرير، وقد شهد المسجد الأقصى أوسع احتفال بما حققته المقاومة، وكان احتفالا بعد صلاة الجمعة لم يسبق له مثيل، وقد سُميت الأشياء بمسمياتها فقال الشعب للعميل والخائن أنت متخاذل وخائن وقال للمقاوم المجاهد أنت الأمل وأنت الطريق للحرية.

الخلاصة أن الحاضنة الشعبية للمقاومة ترسخت وتجذرت في نفوس السكان، وتوسعت لمناطق عربية وإسلامية، وبقيت قدرة المقاومة على مواصلة طريق الجهاد بعافية وما أصابها من ضرر كان محدودا بلطف الله وهو ضرر يمكن تحمله وتعويضه.

المقاومة ظلت واقفة شامخة ولم ينكسر ظهرها، بل ظهر نتنياهو هو الذي انكسر، والحاضنة الشعبية للمقاومة تعمقت وتوسعت ورفعت القبعة احترما وتقديرا للمقاومين، ورفعت المقاومة القبعة للشعب والمتضررين احتراما لشراكتهم في المعركة