فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

وزارة الصِّحَّة بغزَّة: الجيش الإسرائيليُّ أعدم 1000 طبيب وممرِّض منذ بدء الإبادة

"كان الأمر كما لو كنت في قفص تحت النَّار"... صحيفة فرنسيَّة تحاور جنودًا عادوا من غزَّة ويعالجون من الصَّدمة

وسط صمت عالميّ.. علماء يطلقون نداء عالميًّا عاجلاً لوقف الإبادة في غزَّة

صنعاء.. سريع: استهداف سفينة في البحر الأحمر لانتهاك الشَّركة المالكة قرار الحظر

آخر التّطوّرات.. حرب الإبادة الجماعيّة على غزّة تدخلُ يومها الـ 410

إشادة واسعة بالحملة الأمنيَّة ضدَّ قطَّاع الطُّرق ولصوص المساعدات بغزَّة

بعد هدم الاحتلال مسجد الشِّياح في القدس.. حماس تحذِّر من تصاعد المخاطر المحدِقة بالمدينة المقدسة

جرائم الاحتلال متواصلةً.. الإعلاميَّ الحكوميِّ بغزَّة ينشر تحديثًا لأهمِّ إحصائيَّات حرب الإبادة

تركه ينزف على الأرض.. الاحتلال يطلق النَّار على شابّ عند حاجز عسكريّ شماليَّ القدس

كيف علق التَّجمُّع الوطنيِّ للعشائر بغزّة على "عمليَّة السَّهم" ضدَّ اللُّصوص وقطاع الطرق ؟

أبعاد

تقييم بالأهداف (٦)

لماذا (تل أبيب)؟! سأل سائل: لماذا حرصت المقاومة على ضرب تل أبيب بالصواريخ وهي تعلم علم يقين ماذا تعني تل أبيب (لإسرائيل) والحكومة وقيادة الجيش؟! لماذا تل أبيب وكان يمكن تجنب ضربها حتى لا تكون ردود الجيش على غزة تدميرية؟!

نعم، الجواب العسكري يقول: نعم، إن ضرب عاصمة الاحتلال والاستيطان لم يكن قرارا سهلا فيما يبدو على قيادة المقاومة، ويبدو أن تداعيات قصف تل أبيب كانت تدركه قيادة المقاومة، وهي مع ذلك تعمدت هذا القصف، لأنها أرادت أن تنقل القضية الفلسطينية من المستحيل إلى الممكن.

وهنا قال: ما الممكن؟ وما المستحيل؟ 

القضية الفلسطينية هي قضية تحرير أرض ووطن، ولم تكن يوما قضية تعايش تحت بساطير الاحتلال، أو برواتب حماية الاحتلال. منذ النكبة والفلسطيني يقاوم من أجل التحرير، حتى جاءت أوسلو وأسقطت فئة من القيادة موضوع التحرير، وتبنت مشروع التعايش والتنسيق الأمني.

ما أود قوله إن قضية فلسطين في الفطرة النقية هي قضية تحرير، ولكن هذه القضية بهذا البعد كانت تعاني قولَ المخذولين بأن هذا أمر مستحيل، ودولة الاحتلال باتت أقوى دولة في منطقة الشرق الأوسط، وهي دولة ذات اقتصاد قوي، وتملك تأييدا دوليا واسع النطاق تقوده أميركا، والعالم جله بات يؤمن بالأمر الواقع القائم، وعلى الفلسطينيين القبول به والتعايش معه، والتفاوض على بعض ما يمكن تسميته دولة فلسطينية في أجزاء من الضفة وغزة دون القدس طبعا!

هذا المستحيل استقر في ذهن قيادات فاشلة، ومتنفذة، تستمد قوة وجودها من العمالة مع العدو ومع الإرادة الأميركية، هذه القيادات التي لا تحسن قراءة التاريخ، ولا تعرف الوطنية نشرت فكرة المستحيل وانعدام القدرة، وغياب التكافؤ .

المقاومة التي رجعت في فكرها إلى الأصول الصحيحة الصافية النقية، واتخذت من الإيمان وتجارب حركات التحرر في العالم مرشدا، قررت تدمير فكرة المستحيل وإحلال فكرة الممكن مكانها، وهو ما بينه بلغة سهلة وواضحة تميم البرغوثي الشاعر الفلسطيني، فوجدت أن ذلك لا يكون إلا بضرب تل أبيب بالصواريخ.

إنه ضرب يأتيها من أصغر بقعة في العالم، ومن بقعة محاصرة، ومن فلسطيني لا يملك غير كرامته، ولا يريد غيرها بديلا عنها. من في غزة ضربوا تل أبيب ليقولوا لكل من تغافل عن مشروع التحرير إن التحرير ممكن إذا كنت كريم النفس ترفض الذلة والهوان، وتقول للمحتل المستوطن لقد اخترت لنفسك المكان الخطأ في العالم، عليك أن تراجع نفسك وتبحث لك عن مكان فيه أمن وحياة بلا قتال. انتبه أيها المستوطن أنت في المكان الخطأ، ومن يحتل أرضا بالقوة سيخرج منها بالقوة.

ضرب تل أبيب قال هذه المعاني وأكثر، وفتح الطرق أمام الممكن، وأغلق الطرق أمام المستحيل، والقادة الكبار يبحثون عادة عن الأمل، ولا يستسلمون للواقع المرّ، وإن بغى وطغى.