فلسطين أون لاين

شقتهما تضررت من استهداف برج الجوهرة

سهى وأبوها الثمانيني.. غزيان شردتهما صواريخ الاحتلال

...
غزة- صفاء عاشور:

"في أوقات العدوانات والأزمات تظهر عناية الله لنا جليةً في كثير من التفاصيل التي نعيشها، رغم محاولة الاحتلال لفرض الرعب والخوف على أهل قطاع غزة"، هذا هو ما لمسته سهى جعرور وهي تحاول النجاة بنفسها، فور تضرر شقتها عندما قصف الاحتلال برج الجوهرة وسط مدينة غزة.

ولا تبعد شقة سهى عن البرج الذي يضم شققًا سكنية ومكاتب إعلامية سوى بضعة أمتار، وبرج الجوهرة واحد من أبراج مدنية عدة استهدفتها طائرات الاحتلال الحربية في عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ أيام.

كانت سهى قلقة على أبيها أكثر من خوفها على نفسها، كيف لا وهو الرجل الثمانيني المريض الذي يعيش على أجهزة التنفس الصناعي وأسطوانات الأكسجين لا تفارق غرفته؟!

تقول لصحيفة "فلسطين": "خوف ورعب لم أعش مثلهما في حياتي من قبل، الأرض تهتز والزجاج يتناثر من كل صوب، حتى إن أبواب البيت كلها قد انخلعت من مكانها، ورغم ذلك كان كل ما يشغل تفكيري هو كيفية الخروج من المنزل سالمة بأبي".

وصعّب عليها محاولتها إنقاذ أبيها عدم وجود مصعد في العمارة التي تسكن بها، لذا عمدت إلى الاتصال بأقاربها لمساعدة أخيها في حمل أبيهما.

دقائق وكان العون قد جاء متمثلًا في أحد أقاربها الذي ساعد على حمل والدها، لتعود هي وتأخذ بعض الملابس والحاجيات اللازمة لأبيها، لتخرج من المكان قبل قصف البرج للمرة الثانية بدقيقة واحدة ولتصبح شاهدة على تدمير البرج وكل ما حوله بصواريخ حملت الحقد والدمار للبشر والشجر والحجر.

استهداف طائرات الاحتلال برج الجوهرة ألحق دمارًا قويًّا وكبيرًا بالبرج وكل المناطق المحيطة به، وفيها الشقة التي كانت تعيش بها، لتجد نفسها في الشارع مع أبيها وأخيها ينظرون إلى مكان سكنهم وهو متضرر ضررًا كبيرًا، لتبدأ بعدها رحلة نزوح بحثًا عن أمان لكبير أهلكه المرض وزاد عليه الاحتلال تنغيصًا لحياته دون أي رحمة.

وتوضح سهى أنها اضطرت لنقل أبيها إلى بيت أختها مع أخيها، في حين هي تحاول تفقد ما يمكن أن يصلح للعيش من الشقة، مشيرة إلى أن افتراقها عن والدها أمر يؤلمها، ولكنها تريد سلامته وتوفير الأمان له، وهو ما ليس متوافرًا في مكان سكنهم حاليًّا.

الخراب الذي حل بالشقة كبير جدًّا؛ فالجدران قد تشققت والأبواب انخلعت من مكانها، وزجاج الشبابيك قد تكسر بالكامل، تستدرك: "رغم كل هذا لن أخرج من شقتي ولن أذهب للنزوح والعيش عند أي أحد".

وسهى واحدة من المواطنين الذين هم شهود على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، في العدوان الذي تخلله قصف بيوت على رؤوس ساكنيها، ما تسبب في ارتقاء عشرات الشهداء، وإصابة المئات.