فلسطين أون لاين

تقويم بالأهداف (٥)

الهدف الذي أودُّ مقاربته على عجل هو من خارج فلسطين، هو من الأردن بلد الحشد والرباط الأقرب إلى فلسطين، والأكثر تأثرًا بما يجري في الضفة والقدس وغزة، البلد الذي نصف سكانه من الفلسطينيين، وهؤلاء مع غزة قلبًا وقالبًا، ولكن جهة المقاربة ليست معهم بل مع العشائر الأردنية التي يمثلها النائب فريحات، وريث المجد والرجولة عن أجداده.

البرلمان الأردني يهتف بالتحية لكتائب القسام في غزة. النائب الذي هتف جعل هتافه العلني أغلى عنده وأثمن من كرسي البرلمان. النائب المحترم الفريحات طالب حكومته بعدة مطالب يجدر أن تنجز على سبيل الفور وبلا تردد أو تسويف.

الفريحات طلب من البرلمان الطلب من الحكومة سحب السفير الأردني من تل أبيب، وطرد السفير الإسرائيلي من الرابية في عمان. وطالب بإلغاء اتفاقية الغاز مع تل أبيب، وكذا إلغاء اتفاقية وادي عربة، وطالب تعريف (إسرائيل) بالاسم الحقيقي وهو (العدو الإسرائيلي) الذي يغتصب الأرض ويقتل السكان. وطالب وزير الداخلية الأردني أن يسهل للمواطنين التظاهر أمام السفارة الأردنية، وأن تخرج المسيرة الكبيرة من تحت قبة البرلمان الأردني. وطالب الحكومة بإعادة العلاقة مع حركة حماس التي تمثل قطاعًا غالبًا في الشعب الفلسطيني ولها تأييد كبير بين الشعب الأردني.

نعلم نحن وغيرنا أن الحكومة الأردنية والسعودية والإماراتية والبحرينية تعد حماس حركة إرهابية، لأنها تود جميعها أن تتخلص من برنامج حماس المقاوم، ولا تريد لحماس أن تقوى، وأن ينتشر برنامجها بين شعوب هذه البلاد، لذا ذهبت حكومات جلِّ هذه الدول للتطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يعتدي على الأقصى، ويقتل المواطنين، وتقصف طائراته أبراج غزة على ساكنيها؟!

حماس الإرهابية تدافع عن المسجد الأقصى، (وإسرائيل) حبيبة هذه الحكومات تدنس الأقصى، وتقصف غزة. غزة تدافع عن شرف الأمة وكرامتها، وحكومة الاحتلال تهين العرب والمسلمين وتدوس كرامتهم بالجزم، وتلطخ تاريخ حكوماتهم بالعمالة والذلة والصفاقة؟!

المقاومة التي أنطقت النائب الفريحات بكلمات الحق من تحت قبة البرلمان ستنطق شعوب وحكومات هذه الدول في الوقت القريب بكلمة الحق، وعندها ستقول الحكومات رغمًا عنها، والشعوب رغبة منها: كل التحية لغزة ولمقاومتها، وكل التحية لمن أذل التاريخ في تل أبيب وسائر مدن فلسطين المحتلة.

خلاصة التقويم من خلال هذا الهدف يقول: إن تأثيرات عمل المقاومة الإيجابية في غزة تجاوزت مناطق فلسطين المحتلة داخل الخط الأخضر وداخل الضفة والقدس، إلى عواصم عربية تقيم علاقة اعتراف وتطبيع وتجارة مع العدو. الأردن والنائب فريحات هذا ليس إلا النموذج والبداية لتحقق أهداف معركة (سيف القدس)، وما ننتظره من هذه التأثيرات الموجبة سيكون أكبر بكثير مما سمعناه تحت قبة البرلمان الأردني. وإن غباء نتنياهو وغطرسة قادة الجيش سيساعدون غزة على تحقيق أهدافها، وتعزيز هذه المنجزات على طريق التحرير الذي بدأ بسيف القدس، "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".