صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، اليوم، على مشروع بقيمة 50 مليون شيكل، لتهويد البلدة القديمة في القدس المحتلة تحت ستار "تطوير" ما يطلِق عليه الإسرائيليون "حوض البلدة القديمة في القدس".
وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، أن المشروع يتضمن بناء مصعد خاص وممرات ونفقا تحت الأرض، بهدف الربط بين "الحي اليهودي" في البلدة القديمة من القدس، وحائط البراق في المسجد الأقصى.
وأشارت القناة إلى أن المشروع تقدم به وزير الإسكان يؤاف جالانت ووزراء آخرون.
وقبيل اجتماع حكومته اليوم قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، واطلعت عليه وكالة الأناضول، إن الحكومة ستعتمد سلسلة من القرارات التي من شأنها مواصلة ما وصفه بـ"تعزيز القدس".
وأضاف:" ستتم زيادة الميزانيات المخصصة للخطة الخماسية لتطوير المدينة".
وتابع نتنياهو:" سنقيم مشروعا سياحيا خاصا ينطوي على إقامة قطار هوائي سيمتد من محيط محطة القطار القديمة إلى باب المغاربة".
ويؤكد مسؤولون فلسطينيون أن سلطات الاحتلال تقوم بمحاولات حثيثة للسيطرة على المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس وتهويدهما، وذلك على حساب سكانها الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين).
وفي يناير/كانون ثان الماضي، اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، قرارا استنكر قرار (إسرائيل) الخاص بالموافقة على خطة لإقامة خطي قطار هوائي في شرقي القدس.
بدورها، حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، من مخاطر المخطط التهويدي في البلدة القديمة "الذي يراد من خلاله تعزيز السياحة الإسرائيلية إلى مدينة القدس والبلدة القديمة المحتلة على وجه الخصوص، وزيادة عدد الزوار الأجانب وقطعان المستوطنين المتطرفين الذين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك على الدوام والمضي قدماً في إجراءات تهويد المدينة المقدسة التي تعاني من الوجود الاستيطاني المكثف".
وشددت الدائرة في بيان مكتوب، اليوم، على أن الإقدام على المصادقة على هذا المخطط التهويدي "مخالف للقانون الدولي، وهو عدوان سافر على القدس المحتلة ويقتل خيار حل الدولتين".
ووصفت هذا المخطط، بالمشروع التهويدي الأخطر، حيث إن تنفيذه يتطلب إجراء حفريات واسعة تحت الأرض وتحت ساحة حائط البراق مما يهدد الآثار والمقدسات العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار وتغييب الحضارة العربية والإسلامية والهوية الثقافية للمدينة المقدسة، وصولا إلى تحويل ساحة البراق إلى مركز لليهود للسيطرة التامة على تلك المنطقة".
من جانب آخر، صادقت الإدارة المدنية الإسرائيلية، اليوم، على بناء مستوطنة جديدة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لستوطني بؤرة "عامونا"، المخلاة منذ نحو 3 أشهر ونصف.
وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن منسق أنشطة حكومة الاحتلال في الضفة الغربية يؤاف مردخاي، وافق على تنفيذ مخطط البناء لهذه المستوطنة، بعد صدور قرار سياسي لتنفيذ ذلك.
وسيكون موقع المستوطنة في وادي قرية "استونا" جنوب نابلس، والتي يطلق عليها الإسرائيليون "وادي شيلو".
وقال موقع الصحيفة إن الأرض "مملوكة للدولة".
وكان نتنياهو تعهد في أعقاب إخلاء البؤرة العشوائية في فبراير/ شباط الماضي، بإقامة مستوطنة جديدة في "القريب العاجل" لإسكان العائلات التي تم إجلاؤها، وسط الضفة الغربية.
وفي ديسمبر/كانون أول 2014، أوعزت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في كيان الاحتلال) إلى الحكومة بإخلاء "عامونا" في غضون عامين، بعد ثبوت إقامتها على أراضٍ فلسطينية خاصة، "خلافا للقانون".
وكان يقيم في هذه البؤرة المقامة شمال شرق مدينة رام الله، ما بين 200 إلى 300 مستوطن.