لا إنجاز؛ دون مشقة وتعب وتضحية؛ فبنشوة المنتصر الواثق؛ علق الأسرى الأبطال إضرابهم؛ برغم كيد الاحتلال وجبروته وكل محاولاته لكسر إضرابهم؛ فقد استمروا على مدار 41 يوما من الإضراب عن الطعام ليجبروا المحتل على تلبية طلباتهم الإنسانية العادلة.
لله دركم أيها الأسرى ما أعظمكم؛ فقد وحدتم الحالة الفلسطينية وطرقتم بابها بقوة وعنفوان؛ بأن العدو واحد والهدف واحد والمصير واحد، والمعاناة واحدة ورصاص المحتل لا يفرق بين لون وآخر؛ فلماذا الفرقة والخلاف!؟
أمهات الأسرى الأبطال؛ احتفلن بانتصار أبنائهن في معركة الكرامة داخل خيم الاعتصام في كل مدن وقرى وبلدات الضفة وغزة والـ48 وكل أماكن الوجود الفلسطيني، وهو أصدق تعبير عن فوز وانتصار الأسرى.
كل أحرار العالم فرحوا بإنجاز الأسرى ونجاح إضرابهم؛ وننحني إكراما وإجلالا لصمود واستبسال الحركة الأسيرة؛ التي حققت إنجازات مهمة رغم شراسة المعركة التي استمرت دون توقف حتى انتصرت.
شعبنا الفلسطيني ومن بينه شريحة الأسرى؛ يعلم كيف يلقن عدوه دروس في الصبر والتضحية؛ وليؤكد حقه من جديد بالعيش بحرية؛ رغم أنف عدوه، مبروك الانتصار للأسرى، وليكتب التاريخ سطرًا من سطور النصر والعز لشعب فلسطين العظيم.
مفاوضات استمرت أكثر من 20 ساعة في سجن عسقلان؛ أسفرت عن اتفاق لتحقيق مطالب الأسرى المضربين، وذلك بعد دخول المضربين في مرحلة الخطر؛ فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل.
خاض أكثر من 1600 أسير فلسطيني إضراباً عن الطعام منذ 41 يوما؛ للمطالبة ببعض الحقوق الإنسانية التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية؛ ومن أبرز مطالب الأسرى إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.
سلطات الاحتلال وكعادتها؛ واجهت إضراب الأسرى بإجراءات قمعية قاسية؛ فنفذت حملة من التنقلات الواسعة والقمع المتواصل للأسرى، وسحبت جميع الأجهزة الكهربائية والملابس والأغطية من الغرف، عدا عن غياب الرعاية الصحية للأسرى الذين تدهورت صحتهم بشكل كبير، وفقدوا كثيراً من أوزانهم خلال فترة الإضراب الطويلة.
الإضراب لم يكن سهلا إطلاقا؛ ولم يقبل الأسرى عن طيب خاطر على الإضراب الصعب؛ بل دفعهم صلف السجان لذلك؛ واللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من عواقب صحية لا رجعة فيها تواجه الأسرى المضربين، ودعت اللجنة، في بيانٍ لها، جميع الأطراف والسلطات المختصة إلى إيجاد حل من شأنه تجنب أي خسائر في الأرواح أو إلحاق أضرار لا رجعة فيها على صحة المعتقلين.
فرحنا نعم؛ لكن الفرحة تبقى منقوصة ولا تكتمل الفرحة إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى قريبا؛ بصفقة وفاء الأحرار 2؛ "ويقولون متى هو؛ قل عسى أن يكون قريبا".