يبدو أن غزة على طريق الوفاء بما أنذرت به الاحتلال وما وعدت به المرابطين في الأقصى وسكان الشيخ جراح. غزة المقاومة وعدت ونفذت، ولم تلتفت للوراء. دواعي الخذلان وحسابات الخائفين من قوة الاحتلال لم تعد ذات مغزى. صواريخ غزة وصلت إلى القدس وبيت شيمش، حتى إن الإعلام العبري زعم أن حماس أطلقت صواريخها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تقصد هذه الصحف أن تقول هذا حرام! وهي تعلم أن توجه الصواريخ نحو القدس هو إشارة رمزية ترسلها غزة للمرابطين وسكان الشيخ جراح.
غزة المقاومة وقوات الأمن الداخلي والشرطة بدأت العمل بخطة الطوارئ خشية تدحرج التصعيد لحرب واسعة النطاق. ويبدو أن حكومة الاحتلال قررت توسيع دائرة الحرب، لا سيما القصف الجوي. قوات الاحتلال استهدفت عائلة كاملة ستة من عائلة المصري في شمال غزة، وهي تزعم أنها تستهدف مطلقي الصواريخ. العدو كالعادة يكذب في بياناته، ويزعم أنه لا يستهدف المدنيين، ولكن الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى كلهم من المدنيين.
في هذه الأثناء وبينما يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة بناء على طلب عربي لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الأقصى وعلى سكان الشيخ جراح، يهدد وزير الدفاع الصهيوني بقصف واسع النطاق في قطاع غزة، ويزعم أنه حصل على موافقة من الكابينت الإسرائيلي بإطلاق يد الجيش.
حكومة الاحتلال بدأت حربها المتدحرجة هذه باقتلاع سكان من الشيخ جراح من منازلهم، ثم بالاعتداء على المصلين بالأقصى، وطاف المستوطنون في باب العمود يهتفون الموت للعرب. العدوان الإسرائيلي المتصاعد لم يتلقَّ ضغوطا لا من العرب ولا من الغرب للجم عدوانه، وتجنب القدس والأقصى. العالم كله يعلم أن القدس والأقصى خط أحمر، وصاعق تفجير لا تملك المقاومة إزاءه الصمت.
غزة المقاومة قررت توديع الصمت، والتهدئة، دفاعا عن القدس والأقصى، لأنه لا صمت أمام الأقصى، ولن يسجل التاريخ على المقاومة أنها صمتت أمام غرور الاحتلال وعدوان مستوطنيه على المصلين وعلى السكان. لا خيار أمام غزة غير الدفاع عن النفس، وإجابة صرخات نساء بيت المقدس. المقاومة حذرت وحكومة الاحتلال لم تلتفت للتحذير، وواصلت عدوانها على الأقصى وعلى سكان الشيخ جراح، وعلى من بدأ العدوان أن يتحمل تداعياته.