فلسطين أون لاين

القدس وغزة في دفاع مشروع

ما زالت القدس وغزة على صفيح ساخن. العدو يتراجع خطوة ويتقدم خطوتين. وغزة تضع بيانًا بالتحذير الأخير في سرايا غزة. توقفوا عن محاولة اقتحام الأقصى، وارفعوا أيديكم عن مساكن الفلسطينيين في الشيخ جراح. توقفوا وارفعوا وإلا؟! أي أنتم تعلمون أن غزة لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تنظر لعبث المستوطنين، وحماية الدولة لعبثهم بغضب؟!

نعم، تراجع العدو خطوة حين أعلنت المحكمة العليا عند العدو تأجيل النظر في إخلاء عائلات فلسطينية من مساكنها في الشيخ جراح. التأجيل لا يعني قرارًا بانتهاء المشكلة، ولكنه يعني قرارًا بالأخذ في الحسبان التطورات الساخنة في مدينة القدس، وللضغوط الدولية، والتداعيات المحتملة مع غزة.

هذا التراجع المؤقت يوازيه تقدم باتجاه اقتحام الأقصى فيما يسمى بمسيرة الأعلام غدًا، بقيادة كبار حاخامات الدولة. دولة العدو لم تقرر منع الاقتحام، وهي تترك الباب مفتوحًا أمام كل الاحتمالات. المرابطون في المسجد قرروا منع مسيرة تدنيس المسجد، المصلون يتدفقون على المسجد الأقصى من كل المناطق.

غزة دعمت موقف المرابطين، وحدات الإرباك الليلي، وبالبالونات الحارقة، واصلت أعمالها على الحدود مع غزة، وكانت النتيجة تسجيل ١٨ حريقًا، ووقف قطارات مناطق الغلاف عن العمل. وخروج نتنياهو بتهديدات جديدة لغزة. التهديد لغزة بالويل والثبور أمر اعتادته غزة، لذا هي لا تلتفت كثيرًا له وتواصل حياتها المعتادة.

غزة التي يخنقها الحصار، والخذلان العربي والدولي، أعلنت إعادة تفعيل الهيئة العليا للمسيرات الشعبية الكبرى، وطالبت قيادة الهيئة السلطة بالتعجيل في تشكيل القيادة الموحدة العليا للمقاومة الشعبية، لتفعيل مقاومة دائمة.

هذه المعطيات والتطورات المتلاحقة تنذر بصيف ساخن، وربما تتدحرج فيه الأحداث لحرب رابعة مع غزة. نزع فتيل الحرب هو في يد حكومة الاحتلال، وفي يد المجتمع الدولي. بمكنة حكومة الاحتلال منع مسيرة اقتحام المسجد الأقصى، وبمكنتها وقف إجراءات طرد السكان من منازلهم في بلدة الشيخ جراح.

القدس في حالة دفاع مشروع، وغزة في حالة دفاع مشروع، وفي حالة إسناد واجب لجهود الأهل في القدس، والقدس وغزة لا يملكون التنازل عن حقوق الشعب الوطنية. غزة تراقب وتستعد، ولكنها لا تتمنى الحرب، ولا تستهدفها، وقادة الفصائل يعملون بمسؤولية، وينفذون إجراءات متدرجة لهذا السبب.