قائمة الموقع

"بمنحة الزواج".. وائل يحتفي بطفلته فاطمة بعد "47 سنة عزوبية"

2021-05-08T15:19:00+03:00
صورة تعبيرية

لم يخطر في ذهن وائل أنه سيكون عريسًا في يوم من الأيام وتكون له زوجة وطفلة يسمع ضحكاتها الجميلة، خاصة أن وضعه المالي "صعب جدًّا"، ما جعل من فكرة الزواج عنده "أمرًا محالًا"؛ فقد مضى به العمر سريعًا دون أن تكون له أسرة، وكان يحاول أن يقنع نفسه بأن هذه حياته ولا بديل له غير ذلك، خاصة كلما تذكر قلة ما في اليد وأنه يعيش مع والديه وشقيقته في غرفة.

لكن سرعان ما اختلف الأمر بما لا يخطر في باله، حينما اتصلت به دائرة الحاضنة الشعبية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأخبرته بأن بإمكانه البحث عن عروس، فهذه الكلمة كانت كفيلة بأن تروي عطش الظمآن بعد أن بلغ 46 عامًا وهو لا يزال في قائمة العزوبية.

كانت كلمات صديق وائل بأن هنالك منحة تقدمها "الحاضنة الشعبية" للعريس الذي لم يسبق له الزواج وسنه تجاوزت 30 عامًا ووضعه المالي لا يمكنه من الارتباط؛ دافعًا له ليعيد النظر والتفكير في الزواج.

وبعد تقديم الطلب وقد توافرت فيه كل الشروط يقول لصحيفة "فلسطين": "في تلك اللحظة كانت المفاجأة بأن الحاضنة الشعبية اتصلت بي وأخبرتني بأنني سأحصل على منحة 2000 دولار بعد عقد الزواج".

كان الأمر يمثل له مجرد حلم في بدايته، إذ يوضح أنه حينما ذهب وتأكد حصوله على المال سرعان ما سأل: "هل هي مستردة؟"، لأنه لا يملك السداد، لكن المفاجأة كانت حينما علم بأن المبلغ غير مسترد، وسيكون هنالك مبلغ 2000 دولار أخرى يوم الزفاف، أي بمجموع 4000 دولار.

ويتابع: "لم أتصور أن الأمر حقيقة وكنت أقول معقول ما أسمعه؟! وهل معقول أن تقدم لك مساعدة دون مقابل؟! وكانت الإجابة بالفعل حينما عقدت الزواج وتسملت المبلغ، وفي يوم الزفاف استُكمل".

ومن الأمور الجميلة كلما رأى زوجته وطفلته فاطمة بجواره إذ يقول: "هذا رمضان الأول الذي أعيش فيه مع أسرتي، إذ أصبح لي زوجة وطفلة سنها خمسة أشهر".

ويوضح أن رمضان هذا العام له طعم مختلف كان يتمناه سنوات كثيرة، واليوم أصبح حقيقة، يحمد الله عليها كلما سمع صوت طفلته فاطمة.

مشروع الزواج

ومن المشاريع المهمة التي احتضنتها "الحاضنة الشعبية" كان مشروع الزواج لمن زادت سنهم على 30 عامًا، إذ يذكر رئيس قسم المشاريع في الحاضنة الشعبية م. شادي أبو زنادة لصحيفة "فلسطين" أن "أصل وجود الحاضنة الشعبية هو لملامسة هموم الناس، وتخفيف معاناتهم، فكان من المشاريع التي تنفذها مشروع لتقديم منحة الزواج التي تتمثل في تقديم مبلغ مالي يقدر بـ4000 دولار لكل عريس تتوافر فيه الشروط، التي تتعلق بالسن، وعدم زواجه من قبل، وأن يكون بحاجة لهذه المساعدة".

ويوضح أبو زنادة أن هذا المشروع لا يتعلق بموسم معين، إنما من المشاريع التي ستكون مستمرة، إذ زوّج 800 عريس بتكلفة ثلاثة ملايين ومائتي ألف دولار، مشيرًا إلى إطلاق مرحلة جديدة من المشروع لتزويج مائة عريس.

ويذكر أنه بعد تسلم المنحة يُتابع العرسان بربطهم عبر مؤسسات لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، لافتًا إلى زيارة الحالات بعد الزواج لمعرفة مدى جدوى المشروع.

ويكمل حديثه: "هذا المشروع له وقع في نفسي، خاصة حينما أرى ملامح الفرح على العريس بعدما أصبح له عائلة؛ فهذه الفرحة تجعل التعب يزول سريعًا".

 

اخبار ذات صلة