فلسطين أون لاين

ريان وجدو (26) ليلة القدر

...
ريما عبد القادر

في ليالي العشر الأواخر من رمضان لم يعد جدو ينام إلا ساعات قليلة، حتى يرتاح جسده بعض الشيء ويستطيع أن يؤدي العبادات وقيام الليل ساعات أطول، خاصة هذه الليالي.

وحينما وجد ريان جدو لا ينام إلا قليلًا كان يظن أنه مريض، ما جعله يسأل وعلامات الخوف كانت ظاهرة عليه: "هل أنت مريض يا جدو؟!".

ابتسم جدو إذ كان يجلس على سجادة الصلاة وبيده المصحف، وهو يجيب: "لا يا حبيبي، لا تقلق علي، الحمد لله أنا بخير وصحة وعافية، لماذا تظن أنني مريض؟".

بعد أن أخذ ريان نفسًا عميقًا وظهرت عليه علامات الارتياح أخذ يردد: "الحمد لله والشكر لله رب العالمين أنك بخير يا حبيبي، لقد قلقت عليك، ظننت أنك مريض؛ لأنك لا تنام إلا أوقاتًا قصيرة جدًّا".

ابتسم جدو وأجلس ريان بجواره: "لهذا أنت ظننت أنني مريض؟!".

وتابع جدو بعد أن هز ريان رأسه: "يا حبيبي يا جدو، نحن الآن في أيام فضيلة وليالٍ فضيلة كثيرًا، فلا بد أن نغتنمها، فهي كما قال الله تعالى: "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ" (البقرة:184).

وهذه الليالي إحداها ليلة عظيمة جدًّا، وهي ليلة القدر، إذ قال تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر:3).

وأجتهد في كل الليالي حتى أغتنم هذه الليلة في فعل الخير والذكر والدعاء؛ فلها أجر عظيم".

في هذه اللحظة ابتسم ريان وهو يسأل جدو: "وهل ممكن للأطفال أيضًا أن يفعلوا ذلك في ليلة القدر؟".

ابتسم جدو وهو يضع يديه على كتفي ريان وهو يردد على سمعه: "رضي الله تعالى عنك يا ريان، بالتأكيد يا قلب جدو، وسوف أوقظك كل ليلة حتى تصلي معي ونسأل الله تعالى كل خير".

هنا ريان من شدة فرحه أخذ يقفز، فهو منذ أن تعلم الصلاة يحب أن يصلي جماعة مع جدو، الأمر الذي جعله يحرص أن ينام باكرًا حتى يستيقظ مباشرة حينما يوقظه مبكرًا ويكون نشيطًا وهو يصلي.

وبمجرد أن رأت ديمة ريان يقفز من الفرح شعرت بالسعادة؛ فهي تحب أن ترى أخاها سعيدًا، وحينما سألت عن السبب فرحت أكثر وطلبت من جدو أن تصلي هي أيضًا معه ليلة القدر، ما جعل جدو يحتضن ديمة وريان وهو يسأل الله تعالى أن يجعلهما ذرية صالحة طيبة يحبها الله تعالى.