"الشيخ جراج" جزء من القدس القديمة، سكان الشيخ جراح فلسطينيون. دولة (إسرائيل) المحتلة تتعاون مع المستوطنين على تهجير سكان الشيخ جراح من منازلهم. المحاكم الصهيونية أبلغت ١٢ عائلة فلسطينية بضرورة ترك بيوتها لصالح المستوطنين، وما زالت المحاكم تنظر في قضايا مرفوعة ضد أربع عائلات أخرى. الأردن قدم للسلطة الوثائق التي تثبت حقوق المتضررين في منازلهم وبيوتهم. الأمم المتحدة استنكرت محاولات (إسرائيل) تهجير سكان القدس، وأكدت أن القدس جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام ١٩٦٧م.
القدس السكان والأرض مستهدفون بالتهجير والتهويد، والسلطة لا تفعل شيئا ذا مغزى للقدس، وحين اجتهد منفذ عملية زعترة بالرد المسلح على تغول الاحتلال في القدس بذلت أجهزة أمن السلطة كل ما تستطيع لتمكين الاحتلال من اعتقاله. اعتُقل الرجل المقاوم، وواصل الاحتلال إجراءات طرد عائلات الشيخ جراح من منازلهم.
الشباب المقاوم في جنين قرروا تجديد الرد على الاحتلال، ولكن انكشف أمرهم قبل النجاح فيما خططوا له. قُتل اثنان وأصيب ثالث بجراح. ويبدو أن الأمور لن تقف عند هذا الحد، إذ تقول المصادر إن عمليات المقاومة ستستمر ما دام استمرت دولة الاحتلال في طرد سكان الشيخ جراح وتهويد القدس، لا سيما بعد تهديدات الضيف بعمل ما يلزم لوقف الاحتلال عن استهداف المقدسيين.
الصحف العبرية التي عقبت على خطاب الضيف وعلى العمليات العسكرية في زعترة، وفي جنين تنبأت بصيف ساخن على جبهة غزة، وفي ظني أن هذا التوقع في مكانه لأن غزة ذاتها لا تستطيع البقاء أسيرة للعبة العصا والجزرة متمثلة بالتهدئة، التي فقدت قيمتها بين المواطنين. وحماس لا تستطيع العمل بمعزل عما يجري في القدس أو في الشيخ جراح وباب العمود على وجه التحديد.
الصيف القادم ليس كسابقه، ولا يمكن أن يكون كسابقه هادئا، ذلك أن الاحتلال استغل التهدئة لزيادة أنشطة الاستيطان والتهويد في القدس، واستغلها في زيادة الضغط على الحياة اليومية في غزة، الأمر الذي يستهدف تلهية حماس عن أهداف المقاومة وإشغالها بقضية الحياة اليومية ومقتضياتها. ولكن يبدو أن المقاومة في غزة باتت تعلم جيدا لعبة الإشغال وأكذوبة التهدئة وتخفيف الحصار.