هل تتجه الضفة الغربية نحو استئناف العمليات الفدائية الخاطفة؟! عملية زعترة التي أصيب فيها ثلاثة من المستوطنين بجراحٍ، جراحُ أحدهم خطِرة تؤشر إلى خيار المقاومة الفردية والفصائلية، جلّ الفصائل عدا فتح رحبت بالعملية وأشادت بها، وعدّتها ردًّا مقاومًا على أحداث الأقصى التي وقعت قبل أيام.
لم تعلن أي من الفصائل المقاومة مسؤوليتها عن العملية، وأرجح أن تكون من الأعمال الفردية التي تعبر عن حالة الغضب من الاحتلال، وحالة الإحباط من السلطة الفلسطينية. توقع الفلسطيني قبل فترة أن يحصل على انتخابات حرة ونزيهة تصنع تغييرا في المشهد السياسي والحياتي، ولكن توقعاته ذهبت أدراج الرياح، وسقط أمله بالتغيير.
لا انتخابات؟ ولا مفاوضات؟ ولا نظام سياسي مؤسسي؟ ولا قيادة مسؤولة؟ وكلام كثير عن القدس، ولا قدس؟ وكلام كثير عن الدولة والدولتين، ولا دولة ولا دولتان؟ وكلام أكثر عن دور أوربي، ومؤتمر دولي، ولا شيء من ذلك قريب؟ وحياة الناس الاقتصادية والصحية في تراجع مستمر، وهذه كلها وغيرها من وقود الإحباط، وهي أيضا من وقود استئناف المقاومة الساخنة، إذ لا أمل في شيء غير الأمل في المقاومة.
الأمل في استئناف المقاومة هو ما تعمل له الفصائل الفلسطينية صاحبة مشروع المقاومة. الفصائل ترى أن وقتا طويلا مرّ على الضفة بلا مقاومة، بسبب التنسيق الأمني، والمناورات السياسية، وآخرها مناورة الانتخابات التي نفذها عباس بذكاء، وجرّ خصومه إلى مربعه، ثم تركهم نهبا لأجندته ورؤيته.
الموقف السياسي المقاوم إن صح هذا التعبير عبّر عن نفسه بهذه العملية التي جاءت على عطش كما يقولون. الموقف السياسي المقاوم لا يملك أوراقا تجبر عباس على الانتخابات، وليس في فلسطين قضاء يجبره، وإن قال أهل القانون إن عباس لا يملك من ناحية قانونية تأجيل الانتخابات. ولأن أصحاب هذا الموقف لا يملكون آليات مواجهة عباس اختاروا مواجهته من خلال تسخين المقاومة، بحسب القدرات الموجودة في الضفة. لذا أقول إن كانت هذه العملية فردية الطابع والتخطيط، فإن الفصائل تتجه نحو عمليات منظمة تعيد لها الحياة التي تلاشت بتأجيل الانتخابات. الفصائل رحبت، وفتح سكتت. فهل تشهد الأيام القادمة حركة تغيير؟