فلسطين أون لاين

احذروا الكيس المثقوب

أرأيت رجلاً يحمل على ظهره كيساً يضع فيه ما يجنيه من حقل كثير الثمر، يتعب طوال النهار وعندما يعود ليرى ما جناه يجد الكيس فارغاً وقد سقط منه كل الثمرات لوجود ثقب في أسفل الكيس لم ينتبه له.. هذا حال كثير من الناس في رمضان، يجمعون كثيراً من الحسنات ولكنها سرعان ما تضيع هباءً منثوراً !

يصوم الساعات الطوال ولا ينال من صومه غير الجوع والعطش والنصب ذلك لأنه لم يفقه معنى الصيام الذي أراده الله (تعالى)، فإذا حُرّم علينا الطعام والشراب والشهوة الحلال في نهار رمضان فهل يُعقل أن نقترف الحرام في أيامه ولياليه؟!

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، فكيف بصائم يكذب أو يغش أو يغتاب الناس، ويقول الزور ويشهده وينشره من خلال الإشاعات الكاذبة خلال ملتقيات الناس ومنتدياتهم واجتماعاتهم وداخل السيارات العمومية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية؟!

وكيف بمن سمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بالمُفلس من الحسنات يوم القيامة رغم ما قدم من صلاة وصيام وزكاة وحج وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وظلم هذا؟! وكيف بهذا الذي لم يُهذب الصيام نفسه وسلوكه فتراه في عصبية وغضب وصياح لأتفه الأسباب بحجة أنه صائم مع أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن قاتله أو سابه أحد، فليقل: "إني امرؤ صائم".

والبعض بينه وبين الآخرين شحناء وخصومة وقطيعة رحم، هؤلاء في خُسران كبير، فإنَّ الله (تعالى) لا يقبل عمل قاطع رحم ولا يُرفع إليه عمل المتخاصمين حتى يصطلحا.

كيف بصائم لم تصم عيناه عن النظر للحرام في الطرقات وبمشاهدة الأفلام والمسلسلات التي أعد لها المجرمون عاماً كاملاً ليُفسدوا على الناس صيامهم ويضيعوا أجورهم ويحرقوا أوقاتهم الثمينة التي لو استثمرت في تلاوة القرآن والذكر وأعمال الخير المتنوعة لكسب صاحبها مليارات الحسنات؟!

وكيف بصائمات ولكن سافرات كاسيات بملابس ضيقة وكأنهنّ عاريات واللاتي لم يخفن من الله (تعالى) ويتحمل مسؤولية هذا الوزر أيضاً أمها وأبوها وزوجها وأخوها والذين ولم يراعوا حتى حُرمة هذا الشهر الكريم؟!

وفي العشر الأواخر التي يُتحرى فيها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، ترى كثيراً من المحلات التجارية فاتحة أبوابها للبيع والشراء وترى كثيرا من النساء والرجال يتجولون حتى مطلع الفجر للتسوق وليس للاعتكاف والقيام والعبادة ، أليس كل هؤلاء يحملون أكياساً مثقوبة ويظنون أنهم فازوا بحصاد كبير؟!