تقول المصادر العبرية إن كوخافي رئيس أركان الجيش أجل زيارته المقررة لواشنطن بسبب تطورات اليومين الماضيين. التصعيد بدأ من الطرف اليهودي العنصري في باب العمود بالقدس ضد السكان في مظاهرة شعارها : الموت للعرب. تطورت الأحداث من خلال اشتبكات في باب العمود، ومظاهرة داخل المسجد الأقصى، وضواحي القدس، وازتها مظاهرات مسائية في غزة، ثم تطورت لعمل عسكري بإطلاق المقاومة ٣٦ صاروخا على مواقع غلاف غزة. ثم قصف الاحتلال مواقع عديدة في غزة. ثم هدأت الحدود مع غزة هدوءا مشوبا بالحذر.
التصريحات التي أدلى بها كوخافي تحث الجنود على استبقاء الجاهزية القتالية في أعلى درجاتها، مع الحذر من حالة الهدوء. وقد بث التلفزيون العبري صورا عن لقاء كوخافي بقادة فرقة غزة، وصورا للجنود تحكي استعدادا قتاليا. وهنا يأتي سؤال الخبر والصورة: هل منطقتنا ذاهبة لحرب رابعة؟!
وفي المقابل أفادت مصادر الفصائل الفلسطينية أن الفصائل رفعت درجة الجهوزية الشاملة خوفا من غدر صهيوني. تقول الفصائل إن الصواريخ باتت مهيئة للانطلاق في دقائق؟! فهل تريد غزة معركة رابعة في شهر رمضان، الذي هو عند المسلمين شهر جهاد ونصر وفيه كانت بدر؟!
وفي طرف ثالث تهدد إيران بمعاقبة كل من يتعرض لمصالحها في البحر أو البر؟! وتقول إنها لن تفصح عما حدث في صاروخ ديمونه أو في البحر، وأن مجموعة الدفاع عن إيران جاهزة لكل حدث؟!
في ضوء ما تقدم في الزوايا الثلاثة، استطيع القول أن الأطراف تركت لغة السياسة، وبدأت تتفاهم بأدوات القتال، وصور الجنود والاستعدادات القتالية، والتصريحات عن خطورة الأوضاع، ومع ذلك أستطيع القول پأن جلّ هذه الإجراءات تستهدف العودة للتهدئة، ولا تستهدف الدخول في حرب رابعة في غزة. الفصائل في غزة لا تريد حربا في ظل هذه الأوضاع الصعبة، ولكنها لا تستطيع إغماض العيون أمام ما يجري في القدس.
وحكومة الاحتلال أحسبها لا تريد حربا رابعة الآن، في ظل أوضاع داخلية صهيونية معقدة، وانتخابات رابعة فيها عجز عن تشكيل حكومة، وفي ظل وضع أميركا ذاهبة فيه نحو إيران؟! وإيران لا تريد معركة ساخنة مفتوحة في المنطقة مع (إسرائيل) وهي ترحب بأميركا بايدن، ولكن إيران لا تريد أن تسجل على نفسها قبولها بالإهانات الإسرائيلية، فتسقط هيبة القيادة بين الشعب وعند الغير.
الخلاصة ليست ثمة حرب قريبة، حتى وإن تجددت عمليات ما يسمى بالتنقيط العسكري في الأيام المتبقية من شهر رمضان. والعودة إلى الهدوء هو السيناريو الأرجح، والله أعلم.