(كاخ، وأمناء الهيكل، وشباب التلال، وأبناء يهودا)، وغيرهم، هم من أصلاب اليهودية الاستعمارية المستعلية، تجمعهم كلمة واحدة: الموت للعرب؟! هذه الكلمة العار المسكونة بعنصرية دموية هي التي رددتها مظاهرة هذه الفئات أمام جموع المقدسيين في باب العمود، ما أشعل نار الغضب في المكان وحوله وداخل المسجد الأقصى.
القدس للعرب، والموت لكل من عادى المقدسي. القدس عربية مسلمة، وشعبها باقٍ إلى قيام الساعة، وهي إلى العرب والمسلمين عائدة لا محالة. والعقائد تواجه بعقائد مثلها، والله قد محى كل عقائد الباطل، وضرب على من قال عزير ابن الله الذلة والمسكنة وأنزل بهم الغضب، وما غضب أهلنا أمس في القدس وغزة إلا جزء من ألف جزء من غضب الله.
الأصوات التي غضبت في المسجد الأقصى وضواحيه، وفي بقية أماكن المقدسيين أشعلت في نفوس أهل غزة غضبًا ونارًا، ترجمته الفصائل بست وثلاثين صاروخًا على مواقع العدو في غلاف غزة وحتى أسدود المحتلة. غزة باتت على شفا حرب رابعة ليلة أمس، وما زال أمر الحرب واردًا، لأن القدس خط أحمر، والدعوة على العرب بالموت هي دعوة بالقتل؟!
حين تغضب غزة الحرة من أجل القدس، وأهل القدس، تعلن غضبًا آخر على المجتمع الدولي العنصري، الذي لا يصنف المنظمات التي ذكرت آنفًا كمنظمات إرهابية؟! إذا كانت المنظمة شعارها المعلن: الموت للعرب. فكيف لا تصنف منظمة إرهابية دوليًّا، في حين تصنف منظمات فلسطينية تقاوم الاحتلال بحسب القانون الدولي منظمات إرهابية؟!
إذا كان الاحتلال مدانًا، فهذه المنظمات تستحق إدانة أشد، وإذا ظل المجتمع الدولي صامتًا فهو يستحق إدانة مضاعفة، ولأن الشعب الفلسطيني فقد ثقته بكثيرين أطلق صواريخ الغضب أمس، فلربما استيقظ المحرم، أو تدخل من يدعون العدل وحقوق الإنسان للومه على جرائمه. تقول الفصائل في غزة لن تترك القدس من أجل تهدئة لا قيمة لها في ميدان السياسة. لا أحد يحب الحرب أو يسعى لها ولكن من يردع منظمات الإرهاب اليهود ويوقف أنشطتها التدميرية؟!