فلسطين أون لاين

تقرير متحدثون: يجب انتزاع قرار الانتخابات في القدس والاشتباكات الميدانية فرصة

...
صورة أرشيفية
نابلس/ خاص فلسطين:

في ظل الحديث عن إمكانية تأجيل الانتخابات بحجة رفض الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في القدس المحتلة، وتزامنا مع الاشتباكات الميدانية التي تشهدها المدينة، يرى متحدثون وناشطون أن مشاركة المقدسيين في الانتخابات يجب أن تُنتزع انتزاعًا، حيث أثبتت مواجهات باب العامود أن القدس حاضرة في الوعي الفلسطيني.

ويرى د. ناصر عبد الجواد القيادي في حركة حماس والمرشح على قائمة "القدس موعدنا" أن الأحداث الجارية في القدس تمثل فرصة للضغط على سلطات الاحتلال وإرغامها على القبول بالحق الفلسطيني بإجراء الانتخابات في المدينة.

ويشير عبد الجواد في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال وأمام صمود المقدسيين واستبسالهم ومع وجود موقف فلسطيني رسمي وتنظيمي يصر على مشاركة القدس في الانتخابات، "سيضطر صاغرًا إلى القبول بالمعادلة التي يجب أن تفرض، وإلا سيكون ثمن عدم إجرائها باهظًا في حال وضع العراقيل أمامها".

ويرى أن ما تشهده القدس يؤشر إلى صوابية موقف حركة حماس بجعل المدينة شعارًا واسمًا لقائمتها الانتخابية، "تأكيدًا لأن القدس خط أحمر وقبلة أفئدة الفلسطينيين".

ويقول عبد الجواد: "تثبت الأيام أن القدس ستبقى العنوان والهدف والقبلة، وسيكون لها دور في تغيير واقعنا ومستقبلنا".

استسلام للاحتلال

من جانبه يضيف الكاتب ثامر سباعنة أن الحديث المتناقل عن فكرة تأجيل الانتخابات تحت مبرر شعاري "لا انتخابات دون القدس"، يعد استسلامًا للاحتلال الذي يدخل في كل تفاصيل حياتنا السياسية، وهذا الاستسلام يعني ربط مصير الفلسطيني بالكامل بالاحتلال.

وفي ضوء ما تشهده المدينة من اشتباكات ميدانية تكررت في السنوات القليلة الماضية، "أثبت المقدسيون قدرتهم على انتزاع القرارات، والمطلوب رفض تأجيل الانتخابات، والتأكيد أنها مطلب وطني لترتيب البيت الفلسطيني ككل".

ويلفت إلى أنه وبدلًا من الاستسلام لعنجهية سلطات الاحتلال لا بد من تحويل الانتخابات في القدس إلى معركة وطنية نثبت فيها بأن إرادة الفلسطيني لا تهزم ولا ترضخ لمواقف الاحتلال.

تجارب ملهمة

ويتفق الناشط إسلام أبو عون مع سباعنة بشأن التجارب الملهمة للمقدسيين سواء في معركة البوابات أو مصلى الرحمة أو محاولات المستوطنين اقتحام باب العامود، "وهي تجارب كفيلة وتثبت أن المواقف تنتزع انتزاعا من بين أنياب الاحتلال الذي لا يؤمن إلا بلغة القوة".

وتابع: "إذا كان صمود المقدسيين وحدهم انتزع قرارات جوهرية كما في معركة البوابات ومصلى الرحمة، فكيف لو كان الأمر منظمًا ومدعومًا رسميًّا وفصائليًّا توازيًا مع حملة ضخمة تعري الاحتلال دوليًّا لتنكره لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني".

ويتساءل أبو عون عن أسباب الخشية من تكرار تجربة الانتخابات التشريعية عام 2006 بدلًا من محاولة الهرب من استحقاقات الانتخابات وجعل القدس شماعة لذلك".

عودة للواجهة

في حين يؤكد الصحفي ماجد العاروري أن الانتخابات أعادت القدس إلى الواجهة من جديد، وأعادتها إلى الوعي الفلسطيني، فخلال الأسابيع القليلة لا يوجد فلسطيني واحد لم ينطق كلمة القدس مرات عديدة في اليوم، "وهذا يثبت بأن القدس في الوعي الفلسطيني، وكُرة اللهب تكبر يومًا بعد يوم، رغم محاولات البعض إطفاء جذوة القدس والانتخابات".

ويلفت إلى أن هذا الوعي سرعان ما تحول إلى واقع في القدس وعلى أيدي المقدسيين أنفسهم في استفتاء شعبي يقول إن استثناء القدس من الانتخابات يعني تحولها إلى ساحة اشتباك ميداني وسياسي، "وعلى بقية المواطنين الفلسطينيين ألا يخذلوا أهل القدس وفي مقدمتهم القوائم الانتخابية، فأهل القدس حسموا الموقف وحولوا القدس إلى معركة سياسية كما طالب أغلبية الشعب".

وأضاف: "هذا أكبر دليل على أن الانتخابات وتداول السلطة والتعددية تُجدد الدم وتزيد العطاء الوطني، والهرب من هذا الاستحقاق يُبقي الصدأ اللاصق بالطبقة السياسية، فدعوا الشباب تتصدر الواجهة في الميدان".