فلسطين أون لاين

الشتائم السياسية والذباب الإلكتروني ضعف (الإسراميكي) الغربي

الذباب الإلكتروني المعادي لخط الجهاد والمقاومة صنيعة الأجهزة المرتبطة بالعدو (الإسراميكي) الغربي وأذنابه، ينشط دليلًا على ضعفه، أين تكمن المصلحة الوطنية بأن يكون البعض في الساحة الفلسطينية ذبابًا أكثر من الذباب؟!

إن الغرب (الإسراميكي) في حالة ضغط وارتباك، بدا ذلك واضحا خصوصا ما بعد احتلال بغداد الرشيد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتصاعد الجهاد والمقاومة في فلسطين وتخلخل الميزان الدولي.

فكانت الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تظهر بين فينة وأخرى وما هي إلا نتيجة لضعف وارتباك من قدوم نهضة إسلامية عروبية تمثل مشكلة للغرب الاستعماري الذي يعلم أن الإسلام عنوان أمة العروبة هو النقيض الاستراتيجي، وبدأت الأمة في عقلها الجمعي السياسي تعمل للتغيير ولكن ما زالت تتيه لعدم وجود قيادة راشدة لغاية الآن، وبتدخل أجهزة (الإسراميكي) الغربي وبقوة استطاعت أن تحرف إرادة التغيير في العالم العربي ولكن لم تكن نهاية إرادة التغيير بل الظروف الموضوعية تتبدل وتتغير والعامل الذاتي ما زال موجودًا ويتصاعد.

وما زاد الطين بلة عند الغرب خلخلة الميزان الدولي والإقليمي الصين وروسيا تكنولوجيًّا واقتصاديًّا، وتصاعد أدوار إقليمية باكستان، إيران، تركيا، كوريا...، وتتصاعد تنميتها واستقلالها سياسيًّا واقتصاديًّا وتكنولوجيًّا، عدا عن أن الداخل في الغرب مرتبك وصراعات داخلية قطرية تارة وتارة بين دول الغرب نفسها أوروبا مع بريطانيا، بريطانيا مع فرنسا، فرنسا مع أوروبا، وأحيانا دول أوروبية مع الولايات المتحدة، والولايات المتحدة داخلها ما زال غير مستقر مرشحًا لصراع ما.

يشتد هذا الارتباك بين الولايات المتحدة وروسيا والصين بظهور أكثر، وتركيا وفرنسا واليونان وأوروبا، إيران في بناء قوتها تنمية، والذي يربك (الإسراميكي) الغربي وحلفاءه أنه غير قادر على حسم عسكري لأن قواعد اللعبة العسكرية قد تغيرت فلم تعد من القوة التي تجابه الطرف الآخر وتحسم المعركة كما في الحربين العالميتين الأولى والثانية، لم تعد تحتكر تكنولوجيا القنابل الذرية والنووية ولا تستطيع استعمالها لتوازن الرعب مع الطرف الآخر. الأمريكي يهدد ويشتم الصين تارة (الفيروس الصيني) وأحيانًا يشتم ويتهم بوتين روسيا، وكلما شد الأمريكي وأذنابه ترى الطرف الآخر الشرقي الصين وروسيا والدول الإقليمية الصاعدة باكستان إيران تركيا لسان حالها يقول للأمريكي والغرب وأذنابه (على بال مين يا اللي بترقص بالعتمة).. ولضعف (الإسراميكي) الغربي وعدم قدرته على إملاء مشاريعه الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية ومحاولة ضخ الحياة أكثر في صنيعته المترنحة (إسرائيل) استخدم بواسطة أذنابه الذباب الإلكتروني في حربه الإلكترونية من وراء الكواليس مستهدفًا خيار المقاومة والجهاد بالدرجة الأولى للتأثير على الرأي العام وتهميش خط المقاومة ودق أسافين وتشكيك وإحباط الشعب إضعافًا للجبهة الداخلية الوطنية، ومن المؤسف أن البعض (بحسن نية أحيانًا) وسوء نية يشاركون الذباب ومنهم أكثر من الذباب نفسه دون أي مقابل!

وما نشاط هذا الذباب المتنامي إلا دليل على إفلاس النظام (الإسراميكي) وأذنابه خصوصًا المطبعين والمفرطين.

إن هذا الارتباك والضغط المشتبك غربًا مواجهًا شرقًا ينذر بانفجار ما ولا ندري طبيعة هذا الصراع الذي سيشتد، ومن الصعب أن يكون صراعًا عسكريًّا مباشرًا، لذا يمكن أن يكون صراعًا غير تقليدي ولن يكون دمارًا شاملًا، ونتيجة لهذا الصراع المتصاعد والغرب أضعف سيكون صنيعته الكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل) الأضعف، في خط المقاومة والجهاد، علينا أن نصبر ونصابر ونرابط ونعد ما استطعنا من قوة وأن نفشل ما يخطط له الطرف المعادي وأذنابه، والرد على كل حسب حاله، فمنهم تسفيه إعلامه ومنهم كشف خيانته وعمالته، خصوصًا هؤلاء الذين يدفعون فاتورة الحفاظ على كياناتهم التي تطاولت في (البنيان) تدافع عن الكيان الصهيوني وتشد من أزره المتهالك مدعية حقه في الوجود!

إن أهل الإسلام والعروبة جهادًا ومقاومة لهم مصلحة فيما يدور من صراعات، الغرب الأضعف فيها، والتاريخ يكرر نفسه صراع الفرس شرقًا والروم غربًا أضعف كليهما وكان له دور من سنن الحياة بأن أهل الإسلام الأوائل استطاعوا أن يهزموا كليهما، إن هذا الذي يجري يبشرنا إن أعددنا بالنصر بعونه تعالى لقوله تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). آية 40 سورة الحج.

إن الظروف الصعبة التي نعيشها من صراعات دولية وفتن ومحاولة قهر خط الجهاد والمقاومة وصمود أهل الجهاد والمقاومة ما هي إلا تهيئة الظروف والأحوال لتمكين أهل الإسلام والعروبة، مهما انتعش الباطل وعلا صوت الظالم، فلنعتصم بحبل الله جميعًا ولنكن تحت أمر الله وسنرى تدبير الله وبمجيء نصر الله يكون الفتح. قال تعالى: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون). الآية 21 سورة يوسف.

المصدر / فلسطين أون لاين