يصر خط التفريط على خيار المساومة، ولم يتراجع عن الانزلاق في سراب الحل التفاوضي الاستسلامي، خاصة بعد معركة سيف القدس المباركة، والمتابع لإعلام وإجراءات خط التفريط وهجمة ذبابهم الإلكتروني على خط الجهاد والمقاومة يجد أنهم غير قادرين على استيعاب أن خط الجهاد والمقاومة هو الأصح. فبدلا من الاستفادة من الحالة الوطنية الفلسطينية المقاومة ووحدتها وعمقها الشعبي الفلسطيني في الداخل والخارج والمناصرة الشعبية الإسلامية والعروبية تجدهم يحاولون بأقصى ما يمكن إنكار هذا الصمود الأسطوري وتسفيهه بل مقاومته والشد العكسي.
أتابع ويصل إليَّ الكثير من فيديوهاتهم ومقالاتهم. أستطيع أن أقول إن جلها يصب في الاتهام والتشكيك ليس في المقاومة فحسب وإنما في قيادة وكتائب وأفراد وحتى في مناصري خط الجهاد والمقاومة!! ولا يهتمون أو يراعون أن إعلامهم ومقالاتهم واتهاماتهم يكذبها الواقع، والشعب يتابع ذلك وإجراءاتهم ويخسرون أكثر.
تجدهم يرقصون ويهللون عندما يخطئ أحد من (الإسلام السياسي) في بعض الدول العربية كما حصل في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ من المنشق عن الحركة الإسلامية (الشمال) الذي وقع في خطيئة التحالف مع العدو الصهيوني المسمى (إسرائيل).
يسقطون هذا على الحالة الوطنية والإسلامية المقاومة في فلسطين. صحيح أن هذا الطرف الخارج في الساحة العربية كبا كبوة لا تغتفر، ولا يمكن تبرير هذه الكبوة، ولكن يجب ألا تصيب فتنتهم خط الجهاد والمقاومة للعدو الصهيوني والغزو الأجنبي وأن ينظر إلى الاعتزاز في التيار الجهادي المقاوم خصوصا في فلسطين وحلفائهم في لبنان والعراق واليمن... إلخ
تجدهم يهاجمون بعض الفضائيات التي تعطي هامشا إيجابيا لخط المقاومة التي يصب الكثير من برامجها لصالح المقاومة داعمة مصداقيتها بدراسات وأبحاث وشخصيات سياسية وفكرية، وأحيانا بدراسات ومقالات الطرف (الإسرائيلي) لتبين حقيقة الواقع، تجدهم يهاجمونها ويتهمونها بارتباطها بدول وجهات إقليمية ليست إسرائيلية فحسب بل متناقضة معها وكأن ذلك يعيب!! أليس كل من هو متناقض مع العدو الصهيوني المسمى (إسرائيل) هو صديقي ما دام على ذلك؟!
تجدهم لا يقرؤون حالة الميزان الدولي الذي يتجه نحو تراجع الدور الأمريكي والعربي، يشدهم الطرف "الإسراميكي" الغربي ولا يستفيدون من تراجع قوة الكيان الصهيوني!!
للأسف أصبح الحديث عن المصالحة بعد معركة سيف القدس المباركة غير ممكن ومضيعة للوقت، بسبب تمسك خيار المساومة بخياره، ولم يعدل أو يبدل، بل استمر في غيه وضلاله، وما دام على حاله لا يمكن أن يلتقي مع خط الجهاد والمقاومة الذي نأمل تقدمه ووحدته.
خط المساومة خط أوسلو الكارثة ما زال يعقد الندوات ويستمر في التواصل مع الاحتلال الصهيوني عدا عن تنسيقه الأمني (المقدس) ومنه ما جرى من لقاء تطبيعي في رام الله بين وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني والمدني مع الصحفيين الصهاينة في مقر (منظمة التحرير الفلسطينية) علما أن هؤلاء ما هم إلا مستوطنون وعسكريون وموساد وشين بيت مجرمون شاركوا بجرائم ضد شعبنا ومقدساتنا،، وما رشح من أخبار عن تفاصيل وثيقة سرية لاتفاق ثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطة والكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل) تصب في معاداة خط الجهاد والمقاومة وأداة التنفيذ أجهزة التنسيق الأمني (المقدس)!
ما زالت أجهزة أمن التنسيق الأمني القابضة على النهج الأوسلوي ترهن جميع مقدراتها في تطبيق الجانب الأمني في اتفاقيات أوسلو الكارثة!
إن هذا الغوص في مستنقع الاستسلام منذ النقاط العشر رسميا التي وصلت إلى الكارثة الأوسلوية مستمر ولا يتوقف ويتجه إلى الأخطر.
مره أخرى إن السلطة الأوسلوية بدلا من الاستفادة من الفرصة وتعديل المسار في أثناء معركة سيف القدس المباركة وبعدها، التي وحدت الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وخارجها، والتعاطف الشعبي والدولي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الاعتداءات الصهيونية على الأرض والمقدسات والإنسان راحت السلطة إلى الرباعية وسراب الشرعية الدولية وسراب حل الدولتين، فعلت التنسيق الأمني من جديد ونشطت في الاتجاه المعاكس لخط الجهاد والمقاومة، والإثبات للطرف الآخر أنها القادرة على التشديد في القبضة الأمنية الحديدية وتكفل منع اندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية واسعة وعارمة، وبالتالي يمكن الدخول إلى مرحلة تفاوض جديدة!
إن خط المساومة والمصفقين له خيارهم واضح سواء بحسن نية أو سوء نية، فهو خيار مساومة وتفريط، المستفيد منه هو العدو الصهيوني المسمى (إسرائيل).
إن خط الجهاد والمقاومة أمام معركة سياسية كبرى، يحاول الطرف الآخر العودة إلى ما قبل معركة سيف القدس المباركة، وإفراغ الإنجاز الذي حققه خط الجهاد والمقاومة.
لذا المطلوب من أهل الجهاد والمقاومة جميعا تمتين العلاقة والوحدة بين كل القوى الإسلامية والوطنية المقاومة، والخروج من مأزق التمثيل الوطني الفلسطيني، وتشكيل جبهة متحدة فلسطينية ببرنامج سياسي مقاوم، والتوجه إلى القانون الدولي، وليس لما تسمى الشرعية الدولية، وإقامة غرفة عمليات عسكرية موحدة ودعم انتفاضة شعبية فلسطينية موحدة، ونزول كل القوى المقاومة إلى الشارع، وتفعيل الاشتباك المفتوح مع العدو الصهيوني المسمى (إسرائيل)، حتى نرهقه ونجعله يترنح، في مقدمة لانهياره وتفكيكه، ولتكن راية الإسلام لواء الوحدة للتحرير في المقدمة.
فليبق أبطال خط المقاومة أسودا في ساحات الوغى لتحرير فلسطين كل فلسطين وحتما سينتصرون، ولا يخشون الأرانب والخلندات مهما استقووا بالعدو "الإسراميكي" الغربي وقدموا له الخدمات.