فلسطين أون لاين

المناخ الديمقراطي في غزة يمنح القوائم الانتخابية حرية لطرح برامجها

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

مع اقتراب العد التنازلي لبدء الدعاية الانتخابية في 30 أبريل/نيسان الجاري، تجد أحزاب سياسية متعددة قطاع غزة ساحة للاستثمار الانتخابي من خلال أنشطة وبرامج ولقاءات، يساعد في ذلك المناخ الديمقراطي "المقبول" من وجهة نظر مراقبين، لتعزيز هذه الأجواء التنافسية.

ورغم أن ناصر القدوة رئيس قائمة "الحرية" الانتخابية هاجم حركة حماس، خلال لقاء متلفز مؤخرًا، إلا أنه قدم إلى قطاع غزة وعقد مؤتمرًا صحفيًّا، في المقابل جرى فصله من اللجنة المركزية لحركة "فتح" بعد ترشحه بقائمة منفصلة.

وتبدو الصورة مختلفة بين حادثة إطلاق النار التي تعرض لها منزل المرشح عن قائمة "المستقبل" التابعة للتيار الإصلاحي في حركة "فتح" المحامي حاتم شاهين في مدينة الخليل، وملاحقة القائمين على الحملات التابعة للتيار في الضفة، وبين حجم البنية التنظيمية التي أسسها التيار في غزة.

اختلاف أقر به المتحدث باسم التيار الإصلاحي ديمتري دلياني، قائلًا: "نحن مستهدفون بحكم الخطر التي نشكله على قائمة السلطة، وهذه التهديدات تمثلت بإطلاق النار، والمضايقات، والضغوط الممارسة ليست ضد المرشحين فقط بل للناشطين الذين يعملون لصالح التيار".

وأضاف دلياني في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الاستهداف الذي يتعرض له التيار بالضفة ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن السلطة اعتقلت المئات من أبناء التيار وحبستهم دون تهم، وأخضعتهم للتعذيب والطرد وفصلتهم من مناصبهم.

وعن وضع التنظيم في قطاع غزة، وصف الأجواء بأنها "أكثر راحة وواقعية" في التعامل مع التيار الإصلاحي، مما مكن التيار خلال الأعوام الماضية أن يبني هيكلًا تنظيميًّا كبيرًا لحركة فتح، ومُنح الحرية لعقد الأنشطة والتي منها إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات والانطلاقة الفتحاوية.

أما بالضفة -والحديث لدلياني- فبمجرد الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد أبناء التيار قد تكون كفيلة باعتقاله في سجون السلطة، وهذه مفارقة واضحة "بين الحرية التي يعيشها التيار بغزة وانعدام ذلك بالضفة".

متنفس للبرامج 

وأرجع الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل تركُّز أنشطة الأحزاب المتنافسة على الانتخابات التشريعية في قطاع غزة إلى أنه يشكِّل "متنفسًا لطرح البرامج بحرية أكثر وبما يلامس رغبات وحاجات الناس في ظل الحصار والفقر والبطالة".

وقال عوكل في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن "هذا المناخ مفتوح منذ فترة ولم تعد هناك إجراءات وحالة من الصراع التي تجعل القطاع مغلقًا على بعض المواطنين سواء بالضفة أو القطاع".

ورأى أن أجواء المنافسة الانتخابية تشير إلى مناخ ديمقراطي "معقول" في غزة، يسمح بإطلاق الآراء حتى لو كانت مخالفة وهو شكل من أشكال التسامح بطبيعة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن هذا المناخ متاح للفصائل والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني حسب القانون أولًا، وبعد ذلك لمقتضيات المصلحة الوطنية، بمعنى عدم الاستفراد بإحداث خلل في منظومة العمل الكفاحي بعيدًا عن الآخرين، وهو ما يؤشر لمصداقية ورغبة عامة لإنهاء الانقسام كوضع "شاذ" تمر به القضية، وأن المرونة مطلوبة لتحسين الوضع الاجتماعي عبر صناديق الاقتراع.

ساحة للاستثمار 

من جانبه، عزا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة حجم التركيز الحزبي على قطاع غزة إلى سببين: أولهما أن الكل يعتبر أن غزة ساحة لاستثمار ظروف وأضاع الناس في تحقيق انتصارات انتخابية، والثاني قد يكون له علاقة بمساحة وهامش الحرية، المتمثل بعدم وجود الاحتلال الذي يعرقل عمل الفصائل.

وأوضح أبو سعدة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن "التيار الإصلاحي" لا يستطيع العمل في الضفة الغربية، وكذلك أن ناصر القدوة ليس لديه مساحة كبيرة فيها، "ويبدو أن حماس ليست لديها مشكلة أن يعمل في غزة".

وقال: إنه مع بدء العد التنازلي للانتخابات بدأت الأحزاب تجنِّد مزيدًا من الأنصار، في حين يحاول القدوة –لكونه ابن غزة– أن يستثمر ذلك بالقدوم والالتقاء بقيادات ووجهاء لمحاولة استثمار ذلك للحصول على أصوات انتخابية يوم الاقتراع.

ولفت أبو سعدة إلى أن وجود عدد كبير من القوائم المتنافسة يعبِّر عن حالة من التنوع، كل واحدة منها تعتبر نفسها الأقدر لمعالجة مشاكل الناس والبطالة والفقر.