قبل ستة أعوام وبعد مخاض طويل انطلق إضراب الأسرى الاداريين تحت عنوان "ثورة حرية وإرادة حياة"، وقد حمل الراية لقيادة الإضراب جيل الشباب من الأسرى في سجون الاحتلال.
وكان من قيادة الإضراب في سجن "عوفر" المهندس المحرر أشرف عصفور، والمهندس المحرر فادي عمرو من سجن "النقب"، وهما من مرشحي قائمة "القدس موعدنا"، إضافة لكوكبة كبيرة من الشيوخ الذين أصروا على خوض الإضراب المفتوح عن الطعام من البداية للنهاية.
وبث الإضراب عن الطعام روحا جديدا في الضفة الغربية، فقد تدافع الفلسطينيون لنصرة الأسرى المضربين ومساندتهم بكل الوسائل.
بقيادة حماس
بدوره، أكد الأسير المحرر والمرشح عن قائمة القدس موعدنا المهندس أشرف عصفور والذي قاد الإضراب، أن الإضراب كان الأول الذي نفذ بشكل جماعي لأن قضية الأسرى الإداريين كانت تمثل مطلبا سياسيا وليس مطلب حياة يخص الأسرى الإداريين فحسب.
وأوضح عصفور أنها كانت تمثل المواجهة الأولى من نوعها مع إدارة السجون وجهاز الشاباك معا.
وأضاف أن مجموعة من الأسرى قرروا الانطلاق بالإضراب المفتوح عن الطعام بعدما سادت حالة من التشاور بين السجون التي تعج بالأسرى الإداريين والهيئة القيادية العليا التابعة لحماس.
وبين أن الجميع حرص في نهاية المشاورات على خوض المعركة وتشكيل لجنة لقيادة الإضراب من سجن "عوفر" وسجن "النقب".
معركة الإضراب
ولفت عصفور أنه "تم إبلاغ إدارة السجون قبل خوض الإضراب من خلال إيصال رسالة مكتوبة للسجان عبر ورقة بأننا سنخوض الإضراب عن الطعام حتى نيل حريتنا وإنهاء ملف الاعتقال الإداري، وذلك على أمل أن تأخذ إدارة السجون خطوة إيجابية مع الشاباك قبل خوض الإضراب لكن كالعادة كان الرد سلبيا".
وقال عصفور أنه ما أن أعلن عن بدء الإضراب في 24 من نيسان 2014، حتى تم نقل قيادة الإضراب بشكل مباشر إلى سجون أخرى يطلق عليها معبار وهي غير مؤهلة مطلقا للحياة الآدمية وقد أمضينا فيها ما يزيد عن شهر لعدم التأثير على باقي الأسرى للالتحاق بالإضراب.
وذكر عصفور أن الاضراب استمر حوالي 62 يوما من بينها شهر كامل قضاه الأسرى المضربين في المستشفيات الإسرائيلية لأنهم وصلوا لمرحلة الخطر الشديد.
وذكر أن من بين من خاضوا الإضراب وكانوا في مقدمة المضربين عن الطعام بشكل متواصل كل من: الشيخ جمال الطويل، وأبو يحيى الجعبري، والنائب ماهر بدر، ود. أمجد الحموري، والنائب عبد الجابر فقهاء والشيخ محمد جمال النتشة والذي اعتبرته دولة الاحتلال من أبرز المحرضين على خوض الإضراب.
انتصار وانتزاع حقوق
وأردف عصفور: "على الرغم من معاناة الأسرى المضربين وتردّي وضعهم الصحي، إلا أنه كان هناك لحمة وثبات بينهم، إضافة لدعم من الشارع الفلسطيني والذي توّج بعملية أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل".
واعتبر أن تلك العملية حالت دون الاستمرار في الإضراب كون القضايا الميدانية باتت أهم من قضية إضراب الاسرى الإداريين، وقد أجبرت إدارة السجون على الاتفاق على إنهاء الإضراب، وقد تنصلت من الاتفاق فيما بعد.
وأكد عصفور أن "معركة الإضراب توّجت بالانتصار على السجان لأن إدارة السجون والشاباك لم يستطيعوا كسر الإضراب رغم محاولاتهم الحثيثة، كما أنهم عجزوا عن كسر إرادة الأسرى على الرغم من وجود كبار للسن التحقوا بالإضراب".
ووجه عصفور رسالته للأسرى في سجون الاحتلال بأن الحرية قريبة وأن إخوانهم في المقاومة يعملون ليل نهار على تحريرهم ولن يهدأ لهم بال حتى تبيض كافة السجون الإسرائيلية.
واعتبر إضراب الأسرى الإداريين الأطول في تاريخ إضرابات الحركة الفلسطينية الأسيرة الجماعية بعد إضراب شهده سجن عسقلان الإسرائيلي عام 1976 واستمر 45 يوما.
والاعتقال الإداري وسيلة الاحتلال في تغييب الأسرى في السجون بدون تهمة، والاعتماد على ما يسمى بالملف السري الوهمي، ويحظر على المحامي والأسير الاطلاع عليه.
ومن خلال هذا الاعتقال العنصري يقبع المئات من المعتقلين الإداريين في الأسر، ويشرعن الاحتلال الاعتقال الإداري من خلال ما يسمى بمحاكم التثبيت والاستئناف العسكرية، وهي محاكم صورية وهمية.
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال خلال شهر آب 2020، قرابة (4500) أسير/ة، منهم (41) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة (140) طفلاً، والمعتقلين الإداريين لما يقارب (340).