رفضت فصائل فلسطينية، أمس، أي تدخل أمريكي في الانتخابات المزمع إجراؤها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، وفرض إجرائها في مدينة القدس المحتلة.
وذكرت قناة "كان" العبرية، أمس، أن الإدارة الأمريكية نقلت رسالة إلى السلطة في رام الله لا تمانع فيها إرجاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية إذا ما اختار الفلسطينيون موعدًا ملائمًا أكثر.
ووفق الرسالة، فإن الإدارة الأمريكية وبوجه عام، تؤيد الانتخابات الفلسطينية، ولكنها تعرف التحديات مثل (كورونا) والوضع الاقتصادي، والتحديات السياسية مثل سيطرة (إسرائيل) على القدس، وصعود جهات تعارض حل الدولتين.
شأن داخلي
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أسامة الحاج أحمد، ضرورة عدم الالتفات إلى أي ضغوط خارجية بشأن تأجيل الانتخابات الفلسطينية.
وشدد الحاج أحمد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على المُضي في إجراء الانتخابات في مدينة القدس، وجعلها عنوان معركة لإجبار الاحتلال لتمكين المقدسيين من الاقتراع.
وعدّ أن إبلاغ واشنطن السلطة في رام الله عدم معارضتها تأجيل الانتخابات، هو بمنزلة تدخل واضح في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
وقال: إن الأَوْلى بالإدارة الأمريكية عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية تدخلًا فظًّا، وتفهم مطالب شعبنا بالتحرر والانعتاق من الاحتلال الذي يواصل جرائمه بحق شعبنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية".
ودعا الحاج أحمد إلى وضع برنامج وطني يضغط على الاحتلال للسماح بإجراء الانتخابات في القدس، وتفعيل ذلك عبر الدول الصديقة والأمم المتحدة لدفع الاحتلال للانصياع للقرارات الدولية لإجراء الانتخابات دون أي تدخلات.
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف: "نحن ماضون في إجراء الانتخابات الفلسطينية، ولا يوجد أي مبرر لتأجيلها"، مؤكدًا رفضه أيَ تدخل خارجي لإجراء الانتخابات وكيفية وآليات إجرائها.
وشدد خلف في حديث لصحيفة "فلسطين"، على وجود مواعيد محددة وإجراءات سارية تقوم بها لجنة الانتخابات المركزية وصولًا إلى الموعد المحدد لإجراء الانتخابات بكل مراحلها؛ "تشريعية، رئاسية، مجلس وطني".
وأشار إلى أنه لا يوجد أي دواعٍ للتدخل في العملية الديمقراطية والانتخابات، ولا يوجد أي دواعٍ للتأجيل أو تغيير أو تبديل المواعيد المحددة لإجراء الانتخابات، مؤكدًا ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، وفرض العملية الانتخابية خاصة في مدينة القدس.
من جانبه، قال القيادي في حركة المبادرة الوطنية، نبيل دياب: إن الانتخابات الفلسطينية شأن داخلي، ولا نقبل التدخل الأمريكي به بأي شكل من الأشكال.
وأكد دياب في حديثه لصحيفة "فلسطين"، رفضه القاطع للتدخل الأمريكي بملف الانتخابات، مشيرًا إلى أن قرار إجراء الانتخابات نتاج لاجتماعات متواصلة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية التي انتظرت صدور المراسيم الرئاسية لتحديد إجراء الانتخابات.
وشدد على ضرورة مواجهة الضغوطات التي تحاول ابتزاز الشعب الفلسطيني، وإجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، داعيًا إلى فرض إجراء الانتخابات في القدس على الاحتلال كي يمارس أبناء شعبنا حقهم في العملية الديمقراطية.
وستجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب، وفق مرسوم رئاسي سابق.
وعقدت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي مطلع عام 2006، وأسفرت عن فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالأغلبية.

