هل ما زلنا بعيدين عن صفقة تبادل أسرى بين حماس ودولة الاحتلال؟ بعض المصادر الإعلامية تقول إن حكومة نتنياهو طلبت من جهات دولية بينها دولة ألمانيا مطالبة مصر لتجديد وساطتها. المفوض المصري اللواء أحمد عبد الخالق وصل إلى غزة قبل أيام والتقى بمسؤولين عن ملف الأسرى، لم يصدر عن اللقاء تصريحات ذات مغزى بشأن الموضوع. الطرف المصري يحب العمل بتكتم، ومن خلف الكواليس، وحماس تفضل الصمت والانتظار بحكم حساسية ملف التبادل.
التسريبات الرسمية الإسرائيلية عن مفاوضات صفقة التبادل، تتحدث عن تنازل إسرائيلي بالإفراج عن بعض من أُعيد اعتقالهم من أعضاء صفقة وفاء الأحرار. ولكنها ترفض إطلاق سراح الجميع بحجة أن بعضهم عاد للعمل العسكري. التسريبات الإسرائيلية تتحدث عن إطلاق معتقلين محكومين بأحكام عالية باستثناء من على يده دم قتيل إسرائيلي.
عبد الله البرغوثي، والسيد، لن تشملهما الصفقة لأنهم قتلوا عددا من الإسرائيليين. هذا وأمثالهما لن يخرجوا بمفاوضات التبادل. (إسرائيل) تقول: على حماس القبول بالعرض الإسرائيلي، وهي لن تحصل على عرض أفضل لها مع طول المدة.
يقول المحللون: الوضع السياسي في (إسرائيل) بعد الانتخابات غير الحاسمة يسمح بفرصة جيدة للتفاوض وإبرام صفقة تبادل. يقولون إن نتنياهو بحاجة إلى الصفقة لتعزيز فرص الليكود في تشكيل الحكومة الجديدة. وحماس في حاجة إلى الصفقة لتعزز فرص نجاحها في الانتخابات. ومن هذه الأجواء بزغ سؤالنا عن قرب صفقة التبادل من عدمه.
السيناريو الأكثر واقعية حتى الآن عند حماس يقول: ما زلنا بعيدين عن إبرام صفقة تبادل، لأن شروط (إسرائيل) لا يمكن القبول بها، وحماس لا تقبل بمقولة اليد الملطخة بالدم، فكل جنود جيشهم ملطخة بدماء فلسطينية، والتبادل المحتمل يجري بين أعداء، وهو جزء من عملية الصراع الدائر.
حماس لا ترى فائدة ولا جدوى من صفقة لا يخرج بموجبها قادتها الكبار، الذين أمضوا في السجن فترات طويلة، وينتظرون يد حماس لتخرجهم من السجن مدى الحياة. قد تطرح حماس خروج بعض أصحاب المؤبدات إلى الخارج لمدة زمنية، لكي تكسر فيتو الاحتلال، ولكي تمنح المؤبدات العالية فرصة لحياة طبيعية خارج السجن. المهم أن المعلومات بشأن صفقة جديدة ما تزال محدودة، ولا تعبر عن نضج الملف، وعلى المهتمين الانتظار، والحذر من التخمينات التي لا تقف خلفها مبررات وشواهد، وتقف خلفها تسريبات مخابراتية. نعم، ستحصل صفقة تبادل، ولكن متى؟ وبأي الشروط؟ وما الأعداد؟ فهذا كله ما زال في علم الغيب.