مثل عربي يقول : "تي تي.. تي تي.. مثل ما رحتي مثل ما جيتي"، هذا هو الشيء الوحيد الذي استحضرته للتعليق على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالنسبة للقضية الفلسطينية وحتى للسلطة ذاتها ليست هناك أي إشارة إيجابية تذكر، وهو أمر متوقع، وسياسة ترامب لم ولن تختلف عن سياسة من سبقوه من ساكني البيت الأبيض.
وحتى أقطع الشك باليقين أبحرت فيما كتب المتشددون لاتفاقية أوسلو وأنصار التسوية، علّني أجد شيئا غفلته، لأنني كما يدعي بعضهم _وأنا بريء مما يدعون_ أرى بعين واحدة وأسمع بأذنين، فماذا وجدت؟.
قبل الزيارة، اختلف الناس حول مكان استقبال ترامب، هل هو رام الله أم بيت لحم؟ فقطع أبو النجا قول كل خطيب قائلا: "إذًا أيًّا كان اللقاء على أي شبر من أرض فلسطين فهو كالغيمة التي قال عنها الخليفة مأمون الرشيد: امطري حيث شئت فخراجك لي، ومخرجات اللقاء لا بد أن تعود بالنفع على قضيتنا وشعبنا، وهذا هو الرد على كل من يقلل من شأن هذا اللقاء"، طبعا أنا لا أعرف من هو "مأمون وهو لا يعرف من هو هارون"، ولكنني أعرف ما هو خراج الغيمة، ودعونا من خراج ترامب "أجلّكم الله".
كاتب آخر عدد مزايا زيارة ترامب، فأسهب في الحديث عن الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتهديد باجتثاث "بقايا الإخوان" على حد وصفه، ولكنه لم يذكر إنجازا واحدا يصب في صالح الفلسطينيين، ولكنّ كاتبا آخر ذكر الإنجازات بكلمتين: "زيارة ترامب حملت رسالة مهمة وهي أن حركة حماس حركة إرهابية ولا يجب على (إسرائيل) أن تظل داعمة للانقلاب الأسود في غزة، وعليها أن ترضخ للمفاوضات السياسية"، وأعتقد أن هذه هرطقة ما بعدها هرطقة، غالبية حكام العرب يهرولون تجاه دولة الاحتلال ويخطبون ودها، ثم يأتي ليقول تحالفا إسرائيليا حمساويا، لا أدري في أي عصر يعيش هكذا إنسان، ولكنني تأكدت أن زيارة ترامب لم تسفر عن شيء.. وتي تي، تي تي، مثل ما رحتي مثل ما جيتي.