ثمة قلق لدى المواطن الفلسطيني بشأن الانتخابات، هل ستُجرى في مواعيدها أو ستؤجل؟! لا توجد إجابة قاطعة عن هذه المسألة. غياب الإجابة الحاسمة جزء من واقع فلسطيني عام، مسكون بقلق في كل شيء. القلق مصاحب للفلسطيني، وبالذات المقيم في الأراضي المحتلة في كل أقضية حياته؛ الفردية، والأسرية، والوظيفية، والعامة، بل يتعدى القلق الحاضر إلى المستقبل، وكل مشروع يقدم عليه الفلسطيني، حتى لو كان مشروعا تجاريا، أو بناء بيت، تجده يقدم رجلًا ويؤخر أخرى، لكنَّ كثيرا من الناس لا يلتفتون لهذه الظاهرة لأنهم اعتادوا عليها، كاعتياد الإنسان على شروق الشمس، حيث لا يفكر بالنقيض.
الانتخابات الفلسطينية التشريعية ألقت بحجر ثقيل من القلق في بحر قادة الفصائل، ومديري القوائم الانتخابية، والمرشحين، والمواطنين، حيث لا يملك أحد منهم قولا فصلا في مسألة الانتخابات. المطران عطا الله حنا لاحظ عددا من التصريحات التي تحكي عن التأجيل، فأدرك بخبرته أن مؤشر تأجيل الانتخابات يرتفع يوما بعد يوم، وأن السبب الظاهر هو عدم إجابة الاحتلال طلبَ مشاركة المقدسيين، ويؤكد هذا تصريح قيادي في الجبهة الشعبية أن نسبة التأجيل هي ٥١٪.
نعم، التقت الفصائل الاثنين المنصرم لدراسة قضية القدس وموقف الاحتلال من مشاركة المقدسيين فيها، وخرجوا مجمعين على أنه لا انتخابات دون القدس، لأن قضية القدس ليست قضية أصوات انتخابية، بل هي قضية سياسية، هل القدس جزء من الأراضي المحتلة في عام ١٩٦٧م، أو لها وضعية خاصة بعد ضم الاحتلال المدينةَ تحت السيادة الإسرائيلية؟! القدس خارج الانتخابات يعني الإقرار برؤية الاحتلال للمدينة، وفي المقابل لا انتخابات بدون القدس. جواب القدس بيد حكومة الاحتلال، وجواب الانتخابات بيد عباس والفصائل. الحل الثالث يكاد يكون منعدما، نريد انتخابات ونريد القدس، وحكومة نتنياهو تريد القدس ولا تهتم بالانتخابات، ولا توجد ضغوط دولية على نتنياهو. والفصائل لا تملك طريقا للتراجع، لأن ثمن التراجع عن القدس باهظ، وهذا يبرر ارتفاع مؤشر التأجيل، ويجعل كلام المطران ذا مغزى، لذا نقول: من يملك حلًّا؟!