يعتبر مدفع رمضان من العادات القديمة التي بدأت من عهد الدولة المملوكية في مصر، وامتد إلى دول عربية أخرى أيضا.
وبينما توقف في بلدان، استمر العمل بالمدفع الرمضاني في دول أخرى لكن بشكل رمزي فقط مع تطور وسائل التواصل، وارتفاع أصوات الأذان في كل الأزقة والحارات.
في البداية جاءت فكرة استخدام المدفع في رمضان بالصدفة البحتة إذ أن المعلوم في الإسلام أن إشارة دخول وقت المغرب هو الأذان، كانت القاهرة أول مدينة إسلامية عرفت مدفع الإفطار وذلك في العصر المملوكي عام 859هـجرية 1439ميلادية.. فكيف حدث ذلك؟
في أول يوم رمضان عام 859هـ / 1455م كان والي مصر الوالي المملوكي “خوشقدم” وكان قد تلقى مدفعا كهدية من صاحب مصنع ألماني فأمر بتجربته
استمر عمل المدفع بالذخيرة الحية حتى عام 1859م، ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية، وتم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.
الأردن
وقبل نحو مئة عام؛ كان مدفع رمضان قد تم اعتماده في الأردن منذ بداية عهد الإمارة كمؤشر لحلول وقت الإفطار، وأصبح فيما بعد شعيرة ثابتة من شعائر شهر رمضان في المملكة الأردنية الهاشمية.
القدس المحتلة
يعود مدفع رمضان في القدس إلى الحقبة العثمانية قبل 120 عاما، وكان المدفع في المدينة المحتلة عثمانيا، ثم استبدلته الحكومة الأردنية بمدفع آخر في الستينيات وتم نقل المدفع العثماني إلى المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى
مكة المكرمة
عرفت مكة المكرمة مدفع رمضان عام 1884 وانتقل لاحقا إلى المدينة المنورة وإلى البحرين المجاورة وكان يسمى صاحب المدفع الطوبجي، وأثار المدفع جدلا حيث قال البعض إن الإفطار لسماع المدفع لا يجوز لكن المفتي وقتها أفتى بجواز الإفطار على صوت المدفع.
حلب
في أواسط القرن الرابع عشر انتقل تقليد مدفع رمضان إلى حلب، واليوم هناك في متحف قلعة حلب نموذجان أثريان لهذا المدفع، الأول مدفع صوتي لإرسال الإشارات الصوتية ويعود إلى العهد العثماني، وجرت العادة أن يطلق خمس قذائف قبيل شهر رمضان وقذيفة واحدة قبيل الإفطار خلال أيام الصيام، ومثلها مع حلول موعد الإمساك.