فلسطين أون لاين

ريان وجدو (2) أحب كلام الله

...
ريما عبد القادر

بخطوات متسارعة يركض ريان مثل عادته إلى جدو حيث الحضن الدافئ الذي يغمره بالحب الكبير، ولا بد أن يلاعبه في لحيته التي يتزين بها، ويتبادلان الضحك فيما بينهما.

وما هي إلا دقائق حتى طلب جدو من ريان أن يحضر له مصحفه، لكنه أحضر مصحفين، وحينما سأله: "لماذا المصحفان؟" كانت الإجابة سببًا في أن تغمر جدو بالسعادة، إذ أجاب ريان بجمال طفولته: "بدي أسمع كلام الله تعالى".

الأمر الذي جعل جدو يتلو سورة من القرآن، وريان يفتح السورة نفسها في مصحفه، ويستمع للتلاوة العذبة، وكثيرًا ما يردد بعض آياتها وهو يبتسم وينظر إلى جدو.

وحينما أخذ يتلو قول الله تعالى في كتابه العزيز: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا" (مريم:96)، سرعان ما أخذ ريان يسأل جدو عن هذه الآية بعد أن التفت بوجهه البريء إلى وجه جدو.

ذلك جعل الفرحة ترتسم واضحة على وجه جدو وهو يردد: "حاضر حاضر، يا عيون جدو سأخبرك بمعناها".

في هذه اللحظة أمسك جدو تفسير ابن كثير وأخذ يقرأ ويشرح له معنى الآية: "هذه الآية تعني يا ريان أن الله العليم الخبير يبشرنا ويخبرنا بأن الإنسان المؤمن الذي يعمل أعمال الخير التي ترضي الله تعالى سيكون له جزاء جميل جدًّا، إذ سيزرع محبة هذا المؤمن في قلوب عباده الصالحين.

وأخذ جدو يتابع وهو يقول لريان: "وسأذكر لك حديثًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ورد ذكره في صحيح البخاري: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ)".

هذا الكلام جعل ريان يبتسم ويقول: "سأفعل الخير الذي يرضي الله (تعالى) حتى يحبني ثم تحبني الناس الصالحة".

ومنذ أن علم ريان معنى هذه الآية أصبح كلما فعل شيئًا جميلًا وسأله جدو ماذا تفعل أجاب والسعادة تغمره: "سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا".