فلسطين أون لاين

صيف ساخن في الخليج؟!

هل نحن أمام صيف ساخن في الخليج العربي والبحر الأحمر؟! هل بدأ العد التنازلي نحو حرب سفن وناقلات عملاقة بين دولة الاحتلال وإيران؟! ما ظهر على السطح مؤخرًا كان استهداف سفينة إيرانية في مياه البحر الأحمر قبل عدة أيام. (إسرائيل) هي الدولة المتهمة بهذا العدوان. أمس أعلنت الوكالات عن استهداف ناقلة إسرائيلية كبيرة قرب ميناء الفجيرة في الخليج العربي. التحليلات تقول إن السفينة استهدفت بصاروخ إيراني، أو بطائرة مسيرة. المعلومات ذات العلاقة بالحدث ما زالت قليلة. ولكن التوتر بين الطرفين وفي المنطقة يزداد، والسؤال هل نحن أمام تصعيد متزايد، وفعل ورد فعل، أم أن هناك كوابح للتصعيد، بسبب عامل توازن الردع بين الطرفين، أو بسبب تدخلات طرف ثالث، أو بسبب حساسية منطقة الخليج وأهميته للتجارة العالمية؟!
لا إجابة يقينية يمكن استشرافها الآن، ذلك أن حرب السفن هذه أمر ظاهر يرتبط بأمور عميقة خفية أهمها: الملف النووي الإيراني، ثم رغبة (إسرائيل) في تعطيل عودة إدارة بايدن للاتفاق مع إيران. دولة الاحتلال لا تريد السفن، ولا التجارة، هي تريد وقف تقدم إيران نحو السلاح النووي، وتريد منع أميركا من العودة للاتفاق مع إيران بعد أن انسحب منه ترامب محققا رغبة (إسرائيل) ورغبة دول أخرى.
قبل أيام تحدثت مصادر إيرانية عن أضرار لحقت بالمنشأة النووية الإيرانية في طنز. الاتهامات ذهبت نحو دولة الاحتلال الصهيوني. الرد الإيراني على هذا العدوان جاء من خلال تصريح إيراني لمسؤول كبير في الملف النووي والتفاوض يقول: إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة ٦٠٪‏. بعد التصريح قال الخبراء إن إيران باتت قادرة على تخصيب بنسبة ٩٠٪‏ في وقت قصير، وهو ما يجعلها قريبة من صناعة سلاح نووي.
هذه تصريحات مهمة، ولكن تحتاج لتحقيق أعمق. هل هي حقيقة أم للاستهلاك المحلي بسبب العدوان الذي وقع في طنز؟! التحقيق مهم، ولكن يجدر بكل محقق أن يأخذ بالحسبان طبيعة النظام الإيراني الذي يميل دائما للتكتم، والعمل في خفاء بعيدا عن الرقابة الغربية. الدبلوماسية الإيرانية شيء، وبرامج التسلح شيء آخر، ونظام التقية يساعد المسؤولين على التملص من الضغوط، ويعطيهم هامشًا من المناورة، وقدرة (إسرائيل) على الاختراق والمناورة ليست قدرة كبيرة في الساحة الإيرانية.
نعود للسؤال الأول فنقول: هل الخليج على صفيح ساخن؟!، وهل المنطقة أمام صيف ساخن؟! لو كان محمد حسين هيكل حيًّا لكتب في هذا الموضوع، ومن ثمة نحن في حاجة لمن يكتب ويكشف لا سيما ممن يملك معلومات صحيحة.