فلسطين أون لاين

دمجت بين التاريخ وموهبتها

"حين يتكلم التراب" في لوحات "ليندا"

...
ليندا النتشة.jpg
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

بريشتها دمجت ليندا بين موهبتها واختصاصها في التاريخ فرع جغرافيا، لوحاتها تنطق بالمعالم والشخصيات والتراث الفلسطيني، تستلهم أفكارها من تنقلها بين المدن الفلسطينية، وتقنصها أيضًا من صور التقطها مصورون محترفون.

اصطفت ليندا النتشة التي تقطن في مدينة الخليل المحتلة في طابور البطالة، بعدما قدمت لوظيفة بوزارة التربية والتعليم في مجال تخصصها الجامعي ولم تتمكن من الحصول عليها، لم تبتئس بل قررت أن تفكر في منحى آخر يمكنها من إطلاق مشروعها الخاص ليوفر لها مصدر دخل.

ليندا (31 عامًا) تخرجت في الجامعة في 2012، بحثت بداخلها عما يمكنها فعله لتثبت نفسها وتجعل لها بصمة في المجتمع، فلم تجد أفضل من استثمار موهبتها في الرسم، فعقدت العزم على الالتحاق بدورات والمشاركة أيضًا في عدة معارض للرسم.

قررت ليندا أن تقيم معرضًا خاصًّا بها، تقول لصحيفة "فلسطين": "في 2013 أقمت أول معرض لي بكل ما يخص التراث الفلسطيني، أطلقت عليه اسم "حينما يتكلم التراب"، وتفاجأت بأن أحدث صوتًا في الضفة الغربية".

"وجدت أنه من الصعب حصولي على وظيفة؛ فهناك آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، فقررت فتح مرسم خاص بي وأستثمر موهبتي في إدخال لوحات البورتريه برسم الوجوه، واحترفت نقش الحناء، وطباعة التصاميم على الخشب، مع استمراري في رسم اللوحات التي تحاكي القضية الفلسطينية للمشاركة بها في المعارض" تواصل حديثها.

موهبة ليندا في الرسم لم تكن وليدة اللحظة، بل منذ الصغر مكتشفة لديها، ولكن مع انشغالاتها في الدراسة ركنتها بعض الأعوام، حتى تفرغت لها بعد التخرج في الجامعة.

ولدى سؤالها عن سبب التحاقها بدراسة التاريخ والجغرافيا وعدم دراسة الفنون الجميلة تجيب: "حينها لم يكن هناك اهتمام بالرسم ولم أجد أي تشجيع من عائلتي، إضافة إلى حبي للجغرافيا إذ كنت أحلم أن أصبح محللة خرائط وأن أشغل وظيفة في البلدية".

والأحداث الساخنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية تستفزها لرسم لوحة تعبر عنها، ومغرمة أيضًا برسم البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى إذ تحضر لرسم لوحة كبيرة عنها ستعرضها قريبًا.

وتؤكد أن اللوحات تؤرخ للقضية الفلسطينية ومعالمها وتاريخها، وتقرب الصورة أكثر لمن هم خارج فلسطين.

والرسام غالبًا يحتاج إلى عين ناقدة أخرى للوحاته، فليندا تبين أنها تستعين برأي والدتها التي ورثت عنها موهبة الرسم، وقبل سنوات كانت تستأنس برأي أستاذها.

والصعاب هي ملح الحياة، إذ خشيت في البداية عدم نجاحها في مرسمها لأن الذين يهتمون بالرسم قلة، إضافة إلى الضرائب المرتفعة لكونها تستأجر مكانه.

وعن استفادتها من تجربتها في قيادة مشروعها الشخصي؛ تبين أنها قوت شخصيتها ومنحتها ثقة بنفسها، ومنحتها دافعًا لتطوير نفسها والاستمرار في موهبتها.

تطمح ليندا إلى أن توسع مرسمها وإقامة معرض على مستوى الوطن، والمشاركة في المعارض الدولية لتمثيل فلسطين والتعريف بقضيتها، وتحلم بأن تؤسس مركزًا تدريبيًّا تقدم به دورات لهواة الرسم.

تختم حديثها بتوجيه رسالة للسيدات بألا يستسلمن بل عليهن أن يجتهدن ويثبتن أنفسهن في المجتمع، وتحقيق إنجاز لهن في الحياة، ويتسلحن بالقوة ويستثمرن في أي شيء يجدن أنفسهن يبدعن فيه، مؤكدة أنها لم تندم يومًا على العمل بغير شهادتها فهي مهمة لها ثقافة، ولكن قلبها يميل لموهبتها أكثر.

دمجت بين التاريخ وموهبتها

"حين يتكلم التراب" في لوحات "ليندا"

الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

بريشتها دمجت ليندا بين موهبتها واختصاصها في التاريخ فرع جغرافيا، لوحاتها تنطق بالمعالم والشخصيات والتراث الفلسطيني، تستلهم أفكارها من تنقلها بين المدن الفلسطينية، وتقنصها أيضًا من صور التقطها مصورون محترفون.

اصطفت ليندا النتشة التي تقطن في مدينة الخليل المحتلة في طابور البطالة، بعدما قدمت لوظيفة بوزارة التربية والتعليم في مجال تخصصها الجامعي ولم تتمكن من الحصول عليها، لم تبتئس بل قررت أن تفكر في منحى آخر يمكنها من إطلاق مشروعها الخاص ليوفر لها مصدر دخل.

ليندا (31 عامًا) تخرجت في الجامعة في 2012، بحثت بداخلها عما يمكنها فعله لتثبت نفسها وتجعل لها بصمة في المجتمع، فلم تجد أفضل من استثمار موهبتها في الرسم، فعقدت العزم على الالتحاق بدورات والمشاركة أيضًا في عدة معارض للرسم.

قررت ليندا أن تقيم معرضًا خاصًّا بها، تقول لصحيفة "فلسطين": "في 2013 أقمت أول معرض لي بكل ما يخص التراث الفلسطيني، أطلقت عليه اسم "حينما يتكلم التراب"، وتفاجأت بأن أحدث صوتًا في الضفة الغربية".

"وجدت أنه من الصعب حصولي على وظيفة؛ فهناك آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، فقررت فتح مرسم خاص بي وأستثمر موهبتي في إدخال لوحات البورتريه برسم الوجوه، واحترفت نقش الحناء، وطباعة التصاميم على الخشب، مع استمراري في رسم اللوحات التي تحاكي القضية الفلسطينية للمشاركة بها في المعارض" تواصل حديثها.

موهبة ليندا في الرسم لم تكن وليدة اللحظة، بل منذ الصغر مكتشفة لديها، ولكن مع انشغالاتها في الدراسة ركنتها بعض الأعوام، حتى تفرغت لها بعد التخرج في الجامعة.

ولدى سؤالها عن سبب التحاقها بدراسة التاريخ والجغرافيا وعدم دراسة الفنون الجميلة تجيب: "حينها لم يكن هناك اهتمام بالرسم ولم أجد أي تشجيع من عائلتي، إضافة إلى حبي للجغرافيا إذ كنت أحلم أن أصبح محللة خرائط وأن أشغل وظيفة في البلدية".

والأحداث الساخنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية تستفزها لرسم لوحة تعبر عنها، ومغرمة أيضًا برسم البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى إذ تحضر لرسم لوحة كبيرة عنها ستعرضها قريبًا.

وتؤكد أن اللوحات تؤرخ للقضية الفلسطينية ومعالمها وتاريخها، وتقرب الصورة أكثر لمن هم خارج فلسطين.

والرسام غالبًا يحتاج إلى عين ناقدة أخرى للوحاته، فليندا تبين أنها تستعين برأي والدتها التي ورثت عنها موهبة الرسم، وقبل سنوات كانت تستأنس برأي أستاذها.

والصعاب هي ملح الحياة، إذ خشيت في البداية عدم نجاحها في مرسمها لأن الذين يهتمون بالرسم قلة، إضافة إلى الضرائب المرتفعة لكونها تستأجر مكانه.

وعن استفادتها من تجربتها في قيادة مشروعها الشخصي؛ تبين أنها قوت شخصيتها ومنحتها ثقة بنفسها، ومنحتها دافعًا لتطوير نفسها والاستمرار في موهبتها.

تطمح ليندا إلى أن توسع مرسمها وإقامة معرض على مستوى الوطن، والمشاركة في المعارض الدولية لتمثيل فلسطين والتعريف بقضيتها، وتحلم بأن تؤسس مركزًا تدريبيًّا تقدم به دورات لهواة الرسم.

تختم حديثها بتوجيه رسالة للسيدات بألا يستسلمن بل عليهن أن يجتهدن ويثبتن أنفسهن في المجتمع، وتحقيق إنجاز لهن في الحياة، ويتسلحن بالقوة ويستثمرن في أي شيء يجدن أنفسهن يبدعن فيه، مؤكدة أنها لم تندم يومًا على العمل بغير شهادتها فهي مهمة لها ثقافة، ولكن قلبها يميل لموهبتها أكثر.