قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد: إن "الولايات المتحدة الأمريكية زجت العالم العربي في حرب خيالية تحت عنوان مكافحة الإرهاب، دون تحديد المكان والزمان والآليات".
وأضاف الحمد لصحيفة "فلسطين": "أمريكا تزج بكل القوى العربية والعسكرية والأمنية والمالية والسياسية بما يخدم المشروع الصهيوني بحيث يتم إضعاف العالم العربي، واستنزاف شعوبه وشغلهم بقضية أخرى (الإرهاب) عن قضية فلسطين الأساسية".
وأكد أن القمة العربية الإسلامية –الأمريكية في الرياض هذا الأسبوع "لم تحمل جديدا مهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإنما تكرار لبعض المسائل العامة حول تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
واستدرك أن "العالم العربي وقع بمشكلة كبيرة بمنهج التحالفات"، مشيرا إلى أن التحالف الدولي المكون من نحو 70 دولة مضى عليه أكثر من 3 سنوات ويعمل في العراق وسوريا ولم يحقق أي شيء.
وتابع الحمد: "ما زال التحالف يلاحق ما يدعيه الإرهاب وكأنه شيء أسطوري، ولم يصل إلى من يقف خلف الإرهاب في سوريا والعراق"، مؤكدا أن كل ذلك يأتي لإضعاف القضية الفلسطينية بجعلها غير أولوية للأمة العربية.
ونوه إلى أن هناك تحولا في نقل القضية الأساسية لمكافحة "الإرهاب" وليست القضية الفلسطينية، "وقد ينتج عن ذلك إجراءات وسياسات ومشاريع بالمنطقة لم تتضح بعد". وانتقد الحمد البيان الختامي لقمة الرياض، التي "حملت إشارات عمومية ليس فيها أي مضمون جديد بموضوع الصراع العربي - الإسرائيلي، وذلك يوضح بعض الاتجاهات الأمريكية في التعاطي مع القضية بعيدا عن العالمين العربي والإسلامي".
وتوقع رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أن يستمر الحصار المفروض على قطاع غزة، ودلل على ذلك بأن قضية الحصار لم تطرح في المنتدى الاقتصادي في عمان ولا في قمة الرياض، ولا سيما أن السلطة ليس من أولوياتها فك الحصار عن القطاع.
وحول وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بأنها "إرهابية"، رأى أن ذلك تكرار لمواقف رؤساء أمريكا ووزارة خارجيتها بتصنيف حماس على قوائم "الإرهاب".
ومن جهة ثانية، وفق الحمد، يأتي التصريح في سياق الرد على ما أبدت فيه حماس مرونة في وثيقتها السياسية، بعدم القبول الأمريكي بهذا التحول السياسي حتى لو حصل.
واستدرك الحمد: "طالما قدم موضوع الإرهاب كأولويات في المنطقة وخُصصت لأجله أموالٌ طائلة تتعلق بمكافحته، ستحاول أمريكا والاحتلال إدراج الفصائل الفلسطينية لذلك وعلى رأسها حركة حماس".
وتمم بقوله: "هناك ضعف في النخب السياسية العربية أمام القيادة الأمريكية، وهناك شعور بالحاجة إلى الحماية الأمريكية من شعوبهم... الأنظمة العربية لا تريد إزعاج الجانب الأمريكي في الاحتجاج عليه، وإدانة موقفه تجاه حماس، خاصة أن القضية الفلسطينية ليست أولوية لديهم"، مشيرا إلى أن رئيس السلطة أيضا يقف ضد حماس والمقاومة المسلحة.
ونبه الحمد إلى أن الفلسطينيين لديهم أداتان قويتان وهما الانتفاضة ومقاطعة الاحتلال بالكامل، وثانيا المقاومة المسلحة والشعبية ضد الاحتلال، وهو ما لا تقوم به السلطة.
ورأى أن الموقف الفلسطيني الرسمي، "ضعيف لا يملك أدوات الضغط ويستخدم وجوده لتمرير بعض المشاريع ويعترض على بعضها، وفي النهاية لا يستطيع أن يقاوم الضغط الأمريكي الإسرائيلي، ولا يملك أية أدوات مهمة تتعلق بحسم الصراع".