"ابني حسن يدخل هذه الأيام عامه الـ 26، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قضى أغلبها في زنازين العزل الانفرادي، ولم أرَه منذ عشرين عامًا، ورغم ذلك حرمته محكمة قضايا الانتخابات، حقه في الترشح للانتخابات"، بهذه الكلمات تحدثت والدة الأسير حسن سلامة عن قرار إقصاء المحكمة ابنها من قائمة المرشحين لانتخابات المجلس التشريعي.
وفي غرفة صغيرة في بيت سلامة بمخيم خان يونس، تجلس والدته، حيث ظهرت عليها ملامح الغضب بعد قرار المحكمة رفع اسم ابنها من قائمة المرشحين للانتخابات، دون النظر إلى وضعه الخاص منذ سنوات طويلة، لم يتمكن خلالها من تسجيل اسمه في سجل الناخبين.
وتقول والدة "سلامة" المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 1996، ومحكوم بالسجن 48 مؤبدًا وثلاثين عامًا، في حديثها لـ"فلسطين": "كان على محكمة الانتخابات أن تقدر أن ابني مسجون في زنازين الاحتلال وعاش سنوات طويلة في العزل الانفرادي، ووضعه يختلف عن الناس خارج السجن".
وتتساءل أم حسن: "هل كانت محكمة الانتخابات تعلم أن حسن في زنازين العزل الانفرادي يواجه جبروت سلطات الاحتلال وسجانيه، في الوقت الذي كانت تدعو فيه إلى تسجيل الناخبين أسماءهم في السجل الانتخابي".
وتشير أم حسن إلى أنها محرومة من زيارة ابنها منذ 20 عامًا، كما لم يزره أيٌّ من أشقائه أو شقيقاته.
وتقول: "حسن محروم من الزيارة، فكيف له أن يُسجِّل بسجل الناخبين، وتعرض لأبشع أنواع التعذيب من قبل سلطات الاحتلال، كل هذا لم يشفع له أن يمارس أبسط حقوقه".
وتلفت إلى أن أكثر ما أحزنها هو عدم وقوف المحكمة إلى جانب أسير قضى عمره في سجون الاحتلال.
في حين عدّ شقيقه محمد قرار رفع اسم شقيقه من قائمة المرشحين للانتخابات، سياسي بالدرجة الأولى.
ويقول سلامة في حديثه لـ"فلسطين": "الأسير حسن والأسرى كافة في سجون الاحتلال هم خير من يمثل أبناء الشعب الفلسطيني، واستثناؤهم جاء نتيجة ضغط من قبل الاحتلال".
ويقول سلامة إن شقيقه حسن دخل عامه الـ 26 في سجون الاحتلال، وكان على المحكمة مكافأته وتقدير سنوات أسره لأجل فلسطين، وليس حرمانه حقه في الترشح للانتخابات التشريعية.
ويؤكد أن قضية حسن وجميع الأسرى وطنية، ولا يجوز المساس بهم، أو العمل على إقصائهم، خاصة أن هناك أكثر من رأي قانوني بشأن مسألة وجود اسمه ضمن سجل الناخبين.
ويعد الأسير سلامة من الأسرى القدامى وأطولهم حكما تحت ذرائع أمنية وحجج واهية، في مقدمتها أنه "يشكل خطرًا على الإسرائيليين وأمنهم".
وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا على الأسير سلامة بالسجن لمدة 48 مؤبدًا إضافة إلى 20 عامًا، بعد اتهامه بالمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات أدت إلى قتل 48 إسرائيليًا، فيما عُرفت بعلميات "الثأر المقدس لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش".
وكانت حركة "حماس" وضعت اسم الأسير سلامة، وأسرى آخرين، ضمن قائمتها التي تحمل اسم "القدس موعدنا"، المرشّحة للانتخابات التشريعية المُقبلة.