فلسطين أون لاين

تقرير آمال اللاجئين في غزة ببيوت تسترهم تصطدم بنقص التمويل لدى "أونروا"

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

يعيش أيمن الأدغم اللاجئ من مدينة يافا المحتلة منذ نكبة الـ48، حياة قاسية بمنزل صغير في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة يكاد لا يتسع لأفراد عائلته.

في منزل لا تتجاوز مساحته 65 مترًا مربعًا يسكن الأدغم (47 عامًا) وأبناؤه وبناته الأحد عشر، في واحد من 8 مخيمات للاجئين في قطاع غزة.

لكن هذا البيت حقًا لم يعد قادرًا على استيعاب عدد أفراده المقيمين فيه بعد سنوات طويلة مرَّت على بنائه.

وقال الأدغم لـ"فلسطين": إن ضيق البيت دفعني إلى أن أتقدم بطلب لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؛ لبناء بيت جديد وتوسعته قدر الإمكان.

غير أن طلبه هذا لم يرَ النور منذ أن تقدم به قبل سنوات، كغيره مئات اللاجئين الذين أصبحت ملفاتهم محفوظة لدى الوكالة الأممية دون أي تقدم يذكر فيها.

وأضاف الأدغم -الذي امتهن صيد الأسماك قبل سنوات طويلة- أنه لم يفقد الأمل في أن تبني وكالة الغوث بيتًا يتسع لعائلته، خاصة أنه لا يملك إمكانيات لبناء بيت جديد.

وقال مسؤول شؤون اللاجئين في مخيم الشاطئ نصر أحمد: إن عمليات بناء الأونروا منازل للاجئين في المخيمات بدأت تتقلص بعد سنة 2010 إلى أن توقفت تمامًا بعد سلسلة تخفيضات في الموازنات المقدمة للوكالة الأممية.

وأوضح أحمد لـ"فلسطين" أن عددًا من البيوت في معسكر الشاطئ حصلت على موافقة بعد الكشف عليها واستكمال ملفاتهم وأوراقهم الثبوتية، ولم تستطِع الوكالة بناء هذه المنازل، لكن ذلك كان دائمًا يصطدم بعدم وجود موازنات كافية لبناء بيوت جديدة للاجئين.

وقال: إن التقليصات في الميزانيات المقدمة لوكالة "أونروا" ليست مبررًا لوقف مشاريع بناء منازل أصحابها حقًا بحاجة إلى منازل جديدة.

وشدَّد على أن المطلوب من وكالة الغوث العمل على جلب التمويل اللازم لبناء منازل للاجئين مَن هم بحاجة إليها بعد تهالُك منازلهم وانهيار أجزاء منها.

وأكد أن أونروا تتحمل مسؤولية بناء منازل للاجئين، وهي مجبرة على ذلك خاصة أن لديها الولاية القانونية على هذه المخيمات، ولديها برامج مخصصة ترتبط مباشرة ببناء المنازل، معبِّرًا عن خشيته أن يكون وقف البناء ضمن مخطط يهدف لتقليص خدمات الوكالة الأممية، وصولًا إلى تصفيتها تمامًا ضمن عملية استهداف قضية اللاجئين الفلسطينيين.

في المقابل، أكد الناطق باسم وكالة أونروا بغزة عدنان أبو حسنة أن بناء منازل للاجئين لا يزال على قائمة مشاريع الوكالة الأممية في غزة.

وأوضح أبو حسنة لـ"فلسطين" أنه في السنوات الماضية استطاعت أونروا بناء العديد من المنازل قبل الحروب العسكرية على غزة، لكن بعد هذه الحروب الذي دمرت منازل بأعداد كبيرة، تحوَّل التمويل إليها بناء هذه المنازل.

وأكد أن مئات البيوت في غزة تعود ملكيتها للاجئين لا تزال بحاجة إلى عمليات بناء وترميم، وملفات أصحابها جاهزة لدى وكالة الغوث، لكن الأمر ينقصه التمويل الدولي، ومتى يتوفر هذا التمويل تبدأ أونروا في بناء المنازل.

وبيَّن أن مئات البيوت في مخيمات اللاجئين بقطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء، وهذا الرقم يتصاعد بمرور الزمن.

وخلال الحروب العدوانية التي شنَّها جيش الاحتلال على غزة، نهاية 2008 ومطلع 2009، و2012، و2014، دمَّر عشرات آلاف المنازل ما بين كلي وجزئي.

وفي الأعوام الأربعة الأخيرة، تعرَّضت وكالة الغوث لضغوطات أمريكية قاسية في عهد دونالد ترامب، ووصل الأمر إلى وقف تمويل بلاده السنوي للوكالة، والذي بلغ قبل عام 2018 قرابة 340 مليون دولار أمريكي.