فلسطين أون لاين

صنَّفت المواد التي يُدرِّسونها "غير أساسية"

تقرير معلمو العقود اليومية في "أونروا" يطالبون بوقف قرار تجميدهم وتثبيتهم رسميًّا

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

طالب شواغر المعلمين (العقود اليومية) في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بإيقاف قرار تجميد عقودهم، وتثبيتهم وإنصافهم أسوة بزملائهم المثبتين.

جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها معلمو العقود اليومية، أمس، أمام مقر الوكالة الرئيس بمدينة غزة.

ورفعوا لافتات مثل: "حقي الحصول على وظيفة ثابتة"، و"تثبيت جميع شواغر التعليم حق وليس مِنّة"، "لا للمماطلة ولا للتسويف في التثبيت"، وسط هتافات للمطالبة بتثبيتهم وظيفيًّا.

وفجأةً، قررت إدارة "أونروا" أول من أمس، تجميد عقود ما يزيد على 250 معلمًا شاغرًا في التخصصات التي صنفتها غير أساسية "المواد الاجتماعية، التربية الإسلامية، الحاسوب والتكنولوجيا، التربية الفنية، التربية الرياضية".

وعدَّت المتحدثة باسم موظفي العقود مرام المدهون قرارَ إيقاف عقود شواغر هؤلاء المعلمين بحجة أنها مواد "غير أساسية" خطرًا يواجه التعليم النوعي الذي تطمح الوكالة إلى تقديمه لمجتمع اللاجئين.

وتساءلت المدهون، خلال كلمتها في الوقفة: كيف تتعزز القيم بلا معلم تربية إسلامية؟ وكيف يرتبط الطفل بتاريخه والعالم من حوله بلا معلم مواد اجتماعية؟ وكيف وكيف وكيف؟

وأوضحت أن هؤلاء المعلمين كافحوا وكابدوا التعب والسهر في خوض أصعب امتحانات التوظيف وأطول المقابلات في تاريخ الوكالة "وبعد كل هذا التعب والعناء يُحرموا حقَّهم في ممارسة وظائفهم بحجة جائحة كورونا عدا عن استثنائهم من عملية التعلم عن بُعد".

وشددت على أنه كان من الأجدر بوكالة "أونروا" أن تُعطي هؤلاء الشواغر حقّهم بالتثبيت والأمان الوظيفي بدلًا من حرمانهم مصدرَ رزقهم الوحيد وتركهم "يكابدون مرارة العيش في ظلّ الظروف الصعبة".

وطالبت المعلمة المدهون إدارة الوكالة بإيقاف سياسة التمييز القائمة على "أنّ بعض المواد أساسية والأخرى غير أساسية"، كما طالبتها بتفعيل العقود التي جُمِّدت حتى يستطيع الطالب الحصول على تعليم نوعي يشمل كل التخصصات.

وختمت حديثها بأن "الأمان الوظيفي والتثبيت هما الضامن لتقديم تعليم ذي جودة عالية؛ لذلك نطالبكم بتثبيت الشواغر كافة دون تأجيل أو تأخير".

ظلم وإجحاف

وجدد أمين سر اتحاد موظفي "أونروا" محمد شويدح، رفضه لقرار "أونروا" بتجميد عقود معلمي اليومي، عادًّا سياسة التمييز بين تسمية المواد أساسية وغيرها "أمرًا ظالمًا ومجحفًا".

وقال شويدح، خلال كلمته: في الوقت الذي كنا ننتظر ونقف لنطالب إدارة "أونروا" ضمن الاتفاق الذي عقد في المؤتمر العام على أن يكون 7,5 من القوى العاملة يومي وبقية الموظفين على بند التثبيت تفاجأنا بقرار "أونروا" بتجميد معلمي الشواغر بحجة فيروس كورونا.

وأضاف: كنا نطمح أن نصل إلى (0%) من موظفي الشواغر واليومي ليكون جميع الموظفين على بند العقود الدائمة والتثبيت؛ لما له من مصلحة تعود على جودة التعليم.

وأشاد بدور معلمي الشواغر واليومي في ظل أزمة كورونا الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم على قدر المسئولية.

وطالب شويدح إدارة الوكالة بتثبيت جميع معلمي الشواغر ضمن العدد الذي حددته إدارة الوكالة، "حتى يخرج المعلم من مربع الخوف وعدم الأمان الوظيفي"، داعيًا إياها إلى احترام قيم الشعب الفلسطيني والدين الإسلامي وعدم اعتبار هذه المواد غير أساسية.

من جانبه، شدد المتحدث باسم اللجنة المشتركة للاجئين أحمد المدلل على أنه لا يُمكن أن تمر ممارسات "أونروا" من تقليصات مرور الكرام، لا سيّما أنها "تخدم أعداد اللاجئين والساعين لإنهاء حق العودة".

وعدَّ تصنيف إدارة الوكالة مادة التربية الإسلامية بأنها غير أساسية "استفزازًا لمشاعر الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن هذه التقليصات لا يُمكن أن تمُر على اللجنة المشتركة، مطالبًا الوكالة بالعودة إلى رشدها والعدول عن قراراتها الظالمة.

وطالب المدلل إدارةَ الوكالة بتثبيت معلمي الشواغر أسوة بزملائهم، وإعطائهم الحق الكامل في وظيفة ثابتة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا.