فلسطين أون لاين

قصة حسن سلامة بين القانون والأخلاق

تضمنت قائمة (القدس موعدنا) التي تمثِّل حركة حماس أسماء من مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، كغيرها من القوائم الانتخابية الأخرى، ومن هذه المكونات ذات الأهمية الخاصة الأسرى في سجون الاحتلال. وجُل القوائم تحتوي على أسرى ومحرَّرين، وذلك أن الشعب الفلسطيني بطبيعته النضالية يجل الشهداء ويحب الأسرى، ويجعلهم تاجًا على الرأس والعين، وكثيرًا ما سُمِّيت الأُسر باسم ابنها الشهيد أو ابنها الأسير، إذ عند التعارف أو قضاء المصالح تجدهم يقولون عائلة الشهيد فلان، وعائلة الأسير فلان، وهذا والد الأسير، وذاك والد الشهيد. هذه الحالة من النسب تحكي لكم كم يحترم الشعب الفلسطيني الشهداء والأسرى.

هذا الاحترام العام الممتد في طول وعرض الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مناطق الشتات الفلسطيني نقضته أول من أمس لجنة الانتخابات المركزية ومحكمة الانتخابات، في قصة الأسير حسن سلامة صاحب عمليات الثأر المقدس لاغتيال القائد يحيى عياش. حسن سلامة صاحب المؤبدات التي تسع ثلاثة أجيال قادمة أو أكثر. الأسير العلم المعروف في الضفة وغزة والخارج، والذي تسكن أسرته في محافظة خان يونس تعرَّض اسمه للشطب من قائمة (القدس موعدنا) بحجة قانونية، لا تصمد أمام الحجة الأخلاقية، ولا الاعتبارات الوطنية المحترمة.

نعم، القانون يقول حسن سلامة ليس مُسجَّلًا في سجلات الناخبين، وهذا يرجع إلى أنه أسير في سجون الاحتلال قبل تكوين السجلات المدنية للانتخابات، فقد أُجريت الانتخابات السابقة وهو سجين. الآن أدخلته قائمة (القدس موعدنا) في قائمة مرشحيها وهي لا تملك معرفة مسبقة بهذه الحيثية القانونية.

هذه الحيثية يمكن كفاحها بالحيثية الأخلاقية، وأنه أسير وطن وشعب، وكل أبناء الوطن يعرفونه ويحترمون تضحياته، وهذه المعرفة أقوى من سجل الناخبين ومن الحيثية القانونية، ولو أخذت محكمة الانتخابات في مثل هذه الحالة الاستثنائية ذات المغزى بالبُعد الأخلاقي والوطني، وقدرت تضحية الرجل لوجدت حلًا مناسبًا لإبقائه في قائمة المرشحين، وعندها لا تجد اعتراضًا على ذلك لا من المواطنين ولا من الفصائل، بل إن جل الفصائل اعترضت على محكمة الانتخابات اعتراضًا قويًّا من مصدر أخلاقي ووطني.

لا نجادل لجنة الانتخابات أو محكمة الانتخابات في المستوى القانوني، وإن كان بعض المحامين قد قدَّم للمحكمة دفاعًا قانونيًّا، ولكننا نجادل اللجنة والمحكمة أخلاقيًّا ووطنيًّا وهو الدفاع اللازم في مثل هذه المسألة الوطنية، التي يعبَّر عنها عادة بألفاظ وجمل عالية القيمة والقدر كقول القادة (الأسرى تاج رؤوسنا)، فهل احترمت محكمة الانتخابات هذا التاج وأبقته مرفوعًا على الرأس والعين، أم أسقطته عند أول مفترق قانون شكلي، لا جوهر فيه؟! فمن ذا الذي يستطيع إنكار حسن سلامة وهو الأكثر معرفة عندنا بل وعند قادة الاحتلال وأحزابه؟!