خلافًا لقانون الانتخابات الفلسطيني، بدأ تلفزيون "فلسطين" التابع للسلطة في رام الله في الترويج لقائمة حركة "فتح" المرشَّحة لانتخابات المجلس التشريعي من خلال نشْر أخبار ومنشورات مضللة ومفبركة عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر تلفزيون "فلسطين" عبْر حسابه في "فيس بوك" ترجمة مفبركة عن الصحافة الإسرائيلية ادَّعى خلالها أن محمود العالول القيادي في حركة "فتح" والاسم الأول في قائمتها الانتخابية، مسؤول عن خطف 8 جنود إسرائيليين حين كان في لبنان، في ثمانينات القرن الماضي.
وعاد مُعِدُّ التقرير إلى موقع قناة "كان" الإسرائيلية للاطلاع على التقرير المنشور حول قائمة حركة "فتح" فلم يجد اسم العالول ضمن التقرير أو في أي وسيلة إعلامية إسرائيلية، في حين سارع تلفزيون فلسطين إلى حذف المنشور من حسابه، دون نشر أي توضيح.
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن الإعلام الإسرائيلي لم يذكر أي معلومات حول قائمة حركة "فتح"، أو مرشحيها للانتخابات التشريعية، ولم يهاجم العالول بسبب خطفه جنودًا إسرائيليين.
وقال بشارات في حديثه لـ"فلسطين": "تلفزيون فلسطين تعرَّض للانتقاد الشديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نشره منشورات مضللة عن الإعلام الإسرائيلي الذي لم يقُل إن العالول مسؤول عن خطف ثمانية جنود حين كان في لبنان".
وبيَّن أن مَن يروِّج أن الصحافة الإسرائيلية هاجمت العالول وقائمة "فتح"، هو إعلام السلطة، وعناصر تنظيمية عبْر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صورة مفبركة أيضًا تُظهِر العالول على أحد الصحف الإسرائيلية.
ولفت إلى أن جميع الوثائق التاريخية لحركة "فتح" لم تذكر أن العالول خطف جنودًا من جيش الاحتلال في لبنان، كما يروِّج التلفزيون والحسابات والصفحات التابعة لحركة "فتح".
وأشار بشارات إلى أن الإعلام الإسرائيلي هاجم بالفعل بعض القوائم الانتخابية المرشَّحة للمجلس التشريعي، دون ذكر اسم العالول كما يُروَّج.
من جهته، رأى الباحث في الدعاية الإعلامية حيدر المصدّر أن ما نشره تلفزيون فلسطين يأتي ضمن الدعاية غير المباشرة لحركة "فتح"، وهو مخالف لقانون الانتخابات؛ لكون الدعاية الانتخابية لم تبدأ بعد.
وقال المصدّر في حديثه لـ"فلسطين": إن "ما نشره تلفزيون فلسطين من منشورات مضللة -نقلًا عن الصحافة الإسرائيلية- هو ترويج لحركة فتح ترويجًا غير مباشِر، ويأتي ضمن الخطأ في الممارسة الإعلامية؛ لكون التلفزيون تراجع عنها بعد النشر".
وأضاف: "هناك عادة في الإعلام المحلي، وهي أن كل ما يُنشر على الإعلام الإسرائيلي في الهجوم على الشخصيات الفلسطينية يُعدُّ شهادة وطنية، ثم يُعاد ترويجها".
وبيَّن المصدّر أنه لا يحق لتلفزيون فلسطين وفق قانون الانتخابات الترويج لقائمة على حساب قائمة، ويجب أن تأخذ كل قائمة حقها في التوقيت بممارسة الدعاية عبر التلفزيون الرسمي.
وشدد على أنه إذا لم يُعطِ التلفزيون الرسمي فرصةً لكل قائمة للترويج عن نفسها، ستكون العملية الانتخابية مشكوكًا بها.
ووفق ما نشرته لجنة الانتخابات المركزية على موقعها الإلكتروني، فإن فترة الدعاية الانتخابية تبدأ صباح يوم الجمعة 30 نيسان/أبريل وتنتهي مساء يوم الخميس 20 أيار/مايو 2021.
يُذكر أن لجنة الانتخابات تحظر ممارسة أي عمل من أعمال الدعاية الانتخابية قبل الموعد المحدد لذلك أو بعده، ويشمل الحظر كل الأشكال والوسائل، سواء بعقد اللقاءات أو المسيرات، أو الندوات، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو أي نشاط يُفسَّر أنه دعاية انتخابية.