كشف النائب في المجلس التشريعي، الدكتور ناصر عبد الجواد، عن وجود ما سماه "مخططًا تقوده جهات أمنية بالسلطة في رام الله لاستهداف مرشحي قائمة "القدس موعدنا" الانتخابية ومحاولة قتلهم معنويًّا، من خلال بث إشاعات والعمل على تشويههم"، مؤكدًا أن مرشحي القائمة هم من خيرة "أبناء الضفة والكل يشهد لنضالهم وكلهم معروفون بمناطقهم".
وقال عبد الجواد في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": "لدينا شكوك لها دلائلها أن هناك جهات معينة، تعمل على إعداد الحملة وجمع معلومات لكي تبث في وسائل الإعلام لتشويه المرشحين، لكننا في الكتلة سنكون مميزين ولن نرد على الإساءات بمثلها".
وأضاف: "الكل يشهد للنواب السابقين وحتى المرشحين الجدد بالدين والأخلاق والتضحية والثبات، ولم يثبت على نواب التغيير والإصلاح أي شبهة فساد خلال فترة ولايتهم حتى الآن والمحاكم والقضاء يشهد بذلك"، مشددا على أن "السنوات الطويلة التي خاضوها بالسجون ومحاولات الضغط عليهم لم تفلح في ثنيهم عن ثوابتهم".
وأوضح أن راتب النائب والمخصصات المالية وشراء السيارة دون جمارك، والتي قد يستخدمها الخصوم في حملتهم، هي حقوق منصوص عليها في القانون، مؤكدا أن صفحة نواب التغيير والإصلاح "بيضاء"، ولم يدخلوا المجلس التشريعي من أجل مستحقات ومصالح شخصية بل ضحوا وقدموا ولم يعهد عليهم أي نوع من الفساد رغم كل الظروف الصعبة التي مروا بها طوال الخمسة عشر عامًا الماضية، وهم مستعدون للتضحية أيضا.
40% من أصوات الناخبين
وتوقع عبد الجواد، حصول قائمة "القدس موعدنا" على أكثر من 40% من أصوات الناخبين بالضفة الغربية، إن جرت الانتخابات التشريعية المرتقبة بعد أسابيع بطريقة نزيهة وسلسة كما حصل عام 2006م.
وقال عبد الجواد إن هذه التقديرات حول ما ستحصل عليه قائمة حماس من أصوات "مستندة لقراءتنا للواقع ومن خلال لقاءاتنا مع الناس".
وأضاف: "واضح لدينا أن هناك قناعة لدى الشعب الفلسطيني أن الفئة الوحيدة القادرة على قيادة المرحلة القادمة وتجاوز العقبات والاستهدافات خاصة من قبل الاحتلال، ومجمل ما تتعرض له القضية الفلسطينية، هم من يمثلون كتلة (القدس موعدنا)"، مشددا على "أنهم الأقدر على حمل الأمانة خلال المرحلة المقبلة وتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني".
تهديدات الاحتلال
وعن تهديدات الاحتلال للنواب المترشحين عن قائمة "القدس موعدنا"، أفاد عبد الجواد أن الاحتلال اعتقل عددا كبيرا من المرشحين ومن يعملون بالدعاية الانتخابية، قبل نشر القوائم، منهم خمسة مرشحين بـ"القدس موعدنا" مثل عدنان عصفور والمحاضر بجامعة النجاح مصطفى النشار، ورأفت ناصيف.
ورد على سؤال "فلسطين" عن خيارات القائمة في حال جرى اعتقال غالبية أعضائها، أشار إلى أن المرشحين يعملون وفق الظروف الموجودة، ويبذلون جهدهم أن يعملوا كأن الانتخابات قادمة وليست هناك عوائق.
واستدرك: "لكن إن تم الاعتقال فنحن جاهزون ودخلنا من أجل التضحية في عملية انتحارية.. لدينا خيارات صعبة في حال جرى اعتقال عدد كبير من المرشحين"، مؤكدا في الوقت ذاته حرص القائمة ليس على الفوز وإنما إجراء الانتخابات لتحقيق تطلعات الشعب.
التجربة السابقة
وعن التجربة البرلمانية السابقة لـ"كتلة التغيير والإصلاح"، قال: "الذي حصل معنا نحن نواب التغيير والإصلاح في الانتخابات التشريعية عام 2006م، أنه منذ أن تم انتخابنا والإعلان عن فوزنا بأغلبية تجاوزت 64% من إجمالي المقاعد، بدأ سحب البساط من تحت الكتلة البرلمانية الكبيرة، التي من المفترض أن تقود المشروع السياسي بالأراضي الفلسطينية.
وأضاف: "كل العالم رأى كيف لم يسمحوا لهؤلاء النواب بممارسة دورهم وتم سحب معظم الصلاحيات المخولة دستوريا بهذه الكتلة".
ولفت عبد الجواد إلى أنه جرى محاصرة المجلس التشريعي وتعاون الاحتلال مع جهات مسؤولة بالسلطة الفلسطينية وخاصة في الرئاسة على سحب صلاحيات المجلس، من خلال اعتقال جميع نواب التغيير والإصلاح بالضفة الغربية والحكم عليهم بمدد طويلة تجاوزت أربع سنوات، أو من حصار الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة حماس الفائزة، وحصار غزة فيما بعد.
على المستوى الشخصي، أوضح النائب عبد الجواد أن للنواب حصانة وحقوق مادية ومعنوية حسب القانون الفلسطيني، ينبغي أن تحترم وهناك مكافآت مالية لهم ولمكاتبهم حسب القانون"، مؤكدا أن هذه الحقوق لم يتم الالتزام بها، أو جرى الالتزام بصرف الرواتب لفترة معينة، بينما حرم النواب لسنوات طويلة من مخصصات مكاتبهم.
وأكد أنه منذ حل المجلس التشريعي بمشروع قانون غير دستوري من قبل السلطة التنفيذية بالتعاون مع السلطة القضائية، قبل عامين ونصف وحتى الآن، لم يستلم نواب التغيير والإصلاح رواتبهم على عكس الكتل البرلمانية الأخرى، في الوقت الذي لم تجدد فيه جوازات السفر الدبلوماسية لهؤلاء النواب بخلاف الكتل البرلمانية الأخرى.
الاجتماع الأول
عن اللقاء الأول لقائمة "القدس موعدنا" بالضفة الغربية، أوضح عبد الجواد أن الاجتماع الذي عقد السبت الماضي يهدف لجمع المرشحين الجدد من مختلف محافظات الضفة، ودراسة ما يتعلق بالدعاية الانتخابية والرقابة عليها، واصفا اللقاء بـ"الناجح".
وأكد أن كل مرشحي القائمة مستعدون للتضحية من أجل أن يعيش الشعب بحرية وكرامة، قائلا: "كل النواب تجهزوا للاعتقال، وشخصيًا جربت الاعتقال أربع مرات وسجنت أكثر من سبعة عشر عاما في سجون الاحتلال وحقيبتي جاهزة لأي اعتقال بأي لحظة، فنحن نسير في حقل أشواك وهناك تآمر كبير".

