أغلق العشرات من أهالي الأسرى, مفترق السرايا، وسط مدينة غزة، وأوقفوا حركة السير تضامنًا مع أبنائهم المضربين عن الطعام؛ كرسالة رمزيةٍ لكافة المعنيين بخطورة أوضاع أبنائهم الصحية وللتحرك من أجل حمايتهم.
ورددوا شعارات تدعو أبناء الشعب الفلسطيني كافة للانضمام لهم والتضامن مع أبنائهم، منها: "الحرية الحرية للي حمل البندقية, ويا شعبنا انضموا انضموا والأسير ضحى بدمه".
وطالب الأهالي المحترقون على فلذات أكبادهم؛ الناس كافة بمن فيهم الشعب وفصائله بالاشتباك مع الاحتلال في مختلف مناطق التماس؛ بهدف الضغط على إدارة السجون كي تستجيب لمطالب أبنائهم المضربين.
وفي إحدى جنبات خيمة التضامن مع الأسرى المقامة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ حيث الاعتصام الأسبوعي، تجلس والدة الأسير رائد الحج أحمد، وتحاول بين الفينة والأخرى النهوض من مكانها والتوجه لزاوية مقابلة؛ عله في تلك الأثناء يهطل الخبر الذي تنتظره على أحر من الجمر؛ بانتهاء إضراب الأسرى وتحقيق مطالبهم.
ويواصل نحو 1500 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ37على التوالي، وسط تردي أوضاعهم الصحية، وشن إدارة السجون هجمات وعقوبات مشددة ضدهم.
وتشتكي الحج أحمد لصحيفة "فلسطين" من الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بحق الأسرى خاصة المضربين عن الطعام، والتي تزداد حدتها كلما زادت مدة الإضراب.
وتدعو الحج أحمد، الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسرى وحمايتهم من الموت المحدق والجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحقهم قبل فوات الأوان، مشيرةً إلى أن ما يزيد ألمها منعها من قبل سلطات الاحتلال زيارة نجلها منذ قرابة عام بحجة المنع الأمني.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير الحاج أحمد، قرب معبر بيت حانون "إيرز"، في الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2004، خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وحكم بالسجن مدة 20 سنة.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن والدة الأسير مجدي المصري، التي شاركت في مسيرةٍ انطلقت من مقر الصليب الأحمر باتجاه خيمة دعم وإسناد الأسرى في ساحة السرايا.
ووجهت المصري عبر صحيفة "فلسطين" نداء لأحرار وشرفاء العالم للخروج في مظاهرات داعمة للأسرى؛ للضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها المتواصلة بحق الأسرى.
وناشدت الصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية والانسانية والمعنيين بشؤون الأسرى لتحمل مسؤولياتهم والتحرك على كافة الأصعدة لإنقاذ الأسرى.
وتأمل والدة الأسيرين رمزي وسعيد صالح، أن يحقق الأسرى كافة مطالبهم ويستجيب الاحتلال لهم قبل استشهاد أحدهم داخل السجون، لافتة إلى أن الأسرى دخلوا مرحلة حرجة وفقدوا نحو 20 كغم من أوزانهم، ويتعرضون بشكل متتالٍ لحالات إغماء.
كما دعت صالح السلطة الفلسطينية للتحرك على كافة المستويات ونقل ملف الأسرى للمحاكم الدولية لمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحقهم.
في ذات السياق، أطلقت جمعية واعد للأسرى والمحررين صافرات الإنذار خلال وقفة تضامنية نظمتها مع الأسرى المضربين عن الطعام، في إشارةٍ إلى أن الأسرى دخلوا مرحلة الخطر الشديد وهم بحاجة ماسة للوقوف والتضامن معهم.
وأكد ياسر صالح الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس، أن الأسرى المضربين يواجهون الموت في كل لحظة جراء طول مدة إضرابهم المفتوح عن الطعام؛ ناهيك عن الإجراءات التي تتبعها إدارة مصلحة السجون بحقهم.
وحمَّل الصليب الأحمر المسؤولية عمّا يتعرض له الأسرى، داعيًا كافة المؤسسات الدولية الحقوقية منها والانسانية للوقوف إلى جانب الأسرى وإنهاء معاناتهم قبل فوات الأوان.
واستعرض الأسير المحرر أيمن الشراونة، صاحب أطول إضراب مفتوح عن الطعام، أوضاع الأسرى الصحية بعد شهر من إضرابهم عن الطعام ومحاولات الاحتلال كسر إضرابهم، داعيًا الفصائل الفلسطينية والسلطة الوطنية، للتحرك من أجل إنهاء معاناتهم وتحقيق مطالبهم.