فلسطين أون لاين

تحليل خلافات "فتح" تعكس ضعف التنظيم وتُجهِّزه لمرحلة ما بعد عباس

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

خلافات حادة تعيشها حركة فتح في أثناء تجهيزها للانتخابات العامة، يقول محللون إنها قديمة متجددة، لكنها تعكس ضعف التنظيم الذي بات فعليًّا يتجهَّز لمرحلة ما بعد دكتاتورية رئيسه محمود عباس.

وجاء إعلان تيار القيادي في الحركة الأسير مروان البرغوثي دخول الانتخابات في قائمة مستقلة بعيدًا عن فتح، ولاحقًا تحالفه مع ناصر القدوة رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي الذي سبق أن أصدر رئيس حركة فتح محمود عباس، قرارًا بفصله، ليضع عباس في مأزق انتخابي من شأنه تشتيت أصوات الكتلة الانتخابية لفتح.

عضو المجلس الاستشاري في حركة فتح، اللواء سرحان دويكات، وصف ما يجري داخل فتح بأنه احتراق فتحاوي قبيل الانتخابات العامة.

"دكتاتورية التنظيم"

وعدّ المحلل السياسي مصطفى الصواف ما يحدث في "فتح" وتسجيل قائمتها الانتخابية في الساعات الحرجة، إلى جانب وجود أكثر من قائمة، انعكاسًا لحجم الخلاف والصراع الكبير الذي تعيشه الحركة.

وقال الصواف لـصحيفة "فلسطين": "الخلاف الواضح في فتح، يظهر أن قيادتها تتم بطريقة دكتاتورية عالية، وهذا هو سبب التمرد".

وشهدت مدن رام الله ونابلس وجنين اضطرابات عدة، اعتراضًا على القائمة الانتخابية، كان أبرزها إطلاق مسلحي فتح، الرصاص بكثافة، في عدة مناطق بمحافظات الضفة الغربية.

وقال الصواف: "الانقسام في فتح بدأ مع خروج محمد دحلان من عباءة محمود عباس، ثم لحقه ناصر القدوة، وأخيرًا مروان البرغوثي".

وأضاف: "بدأت قيادات فتح تتحدث عن تأجيل الانتخابات بسبب الانشقاقات الكبيرة التي تعيشها، وهو ما يحتاج إلى وقفة كبيرة من كل الفلسطينيين".

ولفت إلى أن هذه الخلافات الكبيرة وتعدد القوائم الفتحاوية، وخروج قيادات من التنظيم، تعني أن الحركة تتجهز لمرحلة ما بعد عباس.

وأردف بالقول: "الانتخابات جاءت لتجديد الشرعيات، فالواقع يقول إن فتح لا تمثل الشعب الفلسطيني كافة، ولا تملك شرعية سياسية كاملة، والتلميح إلى ذهاب عباس لتأجيل الانتخابات يستدعي من كل الفلسطينيين التحرك لمنعه من ذلك".

جدل قديم جديد

في حين يرى الخبير السياسي أحمد رفيق عوض أن ما يحدث داخل فتح من سجالات وتعدد للقوائم الانتخابية، جدل قديم وتاريخي في الحركة، وسبق أن حدث في عام 2006.

وقال عوض لـ"فلسطين": دخول فتح بأكثر من قائمة في الانتخابات التشريعية سيؤثر في الحركة والناخبين وحضورها، وداخل المجلس التشريعي بعد الانتخابات.

وأوضح أن فتح بصورتها الحالية باتت منقسمة أمام الجهور، وسيكون لهذا الأمر تأثير على جمهور الناخبين من منتسبيها خاصة، والناخب الفلسطيني عامة.