كل من سمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يصف حماس بالإرهاب يعلم يقينًا أنه يكذب، ترامب نفسه يعلم تلك الحقيقة، وليس هناك ما يدعوننا إلى سرد الأدلة لنبرئ حركة المقاومة الإسلامية حماس من تهمة الإرهاب، ولكننا نعود إلى ما كتبناه في المقال السابق لنقول لكبير المفاوضين د.صائب عريقات: إن أمريكا هي المحرض الرئيس ضد المقاومة الفلسطينية وغزة وضد الشعب الفلسطيني كله ولا داعي مرة أخرى لتبرئتها من جرائمها بحق شعبنا بما في ذلك جريمة التحريض.
وصف ترامب حركة حماس بالإرهاب يعني أن الفيتو الأمريكي على المصالحة الداخلية ما زال قائمًا وملزمًا لمنظمة التحرير والسلطة، ولا أعتقد أن يتم تجاهل ما قاله ترامب لتمد المنظمة يدها إلى حماس من أجل إنهاء الانقسام، ولذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة وذرائع لا أساس لها حتى لا يتم كسر الفيتو الأمريكي إلا إذا ثبت عكس ذلك وسارعت حكومة الحمد الله إلى تحمل مسؤولياتها في الضفة الغربية دون تعقيدات.
وصف ترامب حماس بالإرهاب لن يعطيه أي ذريعة لمزيد من العقوبات على قطاع غزة ولكن بعض الأنظمة العربية قد تبادر طوعًا إلى التضييق أكثر فأكثر على قطاع غزة وهذا قد ينعكس على تعقيدات أكثر على معبر رفح وتخفيض بعض المساعدات العربية على شحّها، وقد يحصل بعض التضييق على حرية حركة قادة حماس في الخارج.
ترامب لن يجلب الأمن والأمان لدولة الاحتلال بالبلطجة والعربدة، ولن يعيد هدار غولدن وشاؤول أرون ورفاقهم إلى بيوتهم سالمين، ولن يخيف غزة وأهلها ويجبرهم على الاستسلام، والذين يحاصرون غزة ويحاربون المقاومة الفلسطينية هم أيضًا لن يحققوا ما تتمناه (إسرائيل)، ولذلك فإن أقرب الطرق إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة هو رفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الأمن والأمان للشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والموافقة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 حسب ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني ودون ذلك ستبقى المنطقة وكأنها على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة.