هذا الأسبوع تحسم القوائم الانتخابية المرشحة للانتخابات نفسها ومواقفها تمهيدا للانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع تنظيمها في الـ 22من مايو المقبل بمشاركة نحو 15 قائمة أو أكثر أوقل، وهي قوائم تمثل الفصائل الفلسطينية والمجتمع المدني والنخب السياسية وكافة شرائح المجتمع الحية والفاعلة، ووفقا لما أعلنته هذه القوائم فإنها مثلت كافة القطاعات والشرائح المجتمعية خصوصا الاسرى والجرحى والمرأة والشباب، وأنها تحمل كل هموم الوطن.
وإذا أردنا أن نمايز بين هذه القوائم وفقا لأولوياتها وبرامجها فإننا بعيدا عن خصوصية كل قائمة سنجد أن جميع هذه القوائم تتقاطع في كثير من القضايا والاهتمامات خصوصا تلك المتعلقة بمقاومة الاحتلال، والأسرى والقدس والشأن الوطني بوجه عام، مع محاولة بعض القوائم أن تمايز نفسها ببعض الاهتمامات ذات الطابع المجتمعي لإضفاء خصوصية على نفسها لكنها في المحصلة هي تسير في نفس القاطرة.
الأمور إلى هنا تسير في سياق طبيعي أو نقل اعتيادي، فالمحصلة نحن شعب ومجتمع تحت الاحتلال، وصراعه مع الاحتلال يشكل أكبر همومه وتحدياته، لكن الأمر المشكل هنا لدى المواطن الناخب، صاحب الصوت الحقيقي، وفارس العملية الانتخابية، كيف ينظر إلى المشهد الانتخابي، كيف يختار، كيف سيميز، كيف سيصنف، كيف سيشارك؟!
صحيح أن الإجابات الاستباقية مذمومة، لكن المحاولة في التكهن هي رسالة يمكن أن تقرأ وتفهم من كل القوائم، والناخبين. فالمفارقات المتوقعة ستشكل مفاجئة الانتخابات، صحيح أن الطابع الفصائلي التنظيمي يغلب على الناخبين الفلسطينيين الا أن هذه القاعدة لن تكون مطلقة في هذه المرحلة خصوصا وأن كثير من الناخبين يشعرون بأن غالبية القوائم (الفصائل) والنخب تكرر نفسها من الناحية العملية والنظرية، وأنها لم ولن تستطيع تغيير واقع الحال الفلسطيني بسبب عجزها في احداث تغيير حقيقي في استراتيجية المواجهة والحسم مع الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك هي تعوض عن ذلك في مناورات حول الشئون الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة، وحتى على هذا الصعيد هي غير قادرة على توفير احتياجات المواطن وحماية كرامته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وتراجع الممولين، وقلة الموارد المتاحة.
وهنا يكمن لغز الانتخابات وحيرة الناخب الفلسطيني!
قطاع من الناخبين حسم أمره سلفا وأعلن أن لن يذهب للانتخابات بغض النظر عن نسبته لكنها نسبة ستكون أعلى من سابقاتها، والقطاع الأكبر المؤطر تنظيميا سيذهب ويختار قوائم تنظيمه سواء المعلنة أو المموهة، وقطاع ليس بالقليل ما زال يعيش التردد والحيرة وهو الذي سيشكل المفاجئة الحقيقية، وهنا تكمن فسيفساء الانتخابات من أختار؟ وكيف سأختار؟
وهل يحق لي أن أستخدم صوتي الانتخابي لأنتقم أو أحاسب؟ .. والكثير سنسمعه، وسنقرأه، في الأيام القادمة.