فلسطين أون لاين

بالصور وليد الحمايدة "يُدَلِّل الأرض" منذ (20) عامًا بمحراثه اليدوي

...
الحمايدة يحرث أرضا بمواصي خان يونس
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

يتشبث وليد سلمان الحمايدة (52 عامًا) بمقبض محراث حديدي بيد، وبالأخرى يتحكم بحركة الحصان بوساطة رسن، في حراثته أرضًا تعود لمزارع من عائلة زعرب بمنطقة مواصي خان يونس.

عملية حراثة الأرض وتقليبها وفقًا لمواصفات محددة يطلبها المزارع تتطلب حِرفية عالية ودقة في حفر الخطوط وعمقها، وهو ما اعتاده الحمايدة في مهنته.

ويُدَلِّل وليد الذي ينحدر من مدينة الرملة والمعروف باسم "أبي حمادة" الأرض منذ (20) عامًا بمحراث يدوي يجره حصان يعد صديقه المفضل، إذ يُعينه على الإيفاء بمتطلبات الحياة.

والمحراث الحيواني اليدوي هو أبرز أداة لحراثة الأرض وقلب التربة وقلع الأعشاب، تجره الحيوانات: زوج من البقر، أو زوج من الحمير، وعندها يدعى (فدان)، وقد تجره دابّة واحدة (حمار واحد، أو حصان).

وقديمًا كان مصنوعًا من الخشب، ثم أصبح معدنيًّا، وما زال موجودًا حتى يومنا هذا، ويطلق عليه أيضًا اسم "العود"، ويتكون من عدة أجزاء، وهي (النير، والكابوسة، والسكة، والوصلة، وإرياح، والبرك، والذكر، والناطح، والكردانة، والقلادة، والمنساس).

البداية على أبي حمادة كانت صعبة، ولكنه بعد ممارسة عمله في مهنة الحراثة أصبح الأمر لديه عادة، وعن ذلك يقول: "تعلمت الحراثة من صديق لي بالمعايشة في أرضه، وبعد مدة تعودت التحكم في المحراث".

ويتابع: "ولدي بلال (25 عامًا) علَّمته الحراثة، وبعد تخرجه في الجامعة مارس العمل وحده بعد شرائه حصانًا ومحراثًا"، مشيرًا إلى أنه وابنه يعملان معًا عند ضغط العمل.

ومجال العمل لدى أبي حمادة هو جميع أراضي قطاع غزة، فالمزارعون يعرفونه ويتواصلون معه عند الحاجة، وفقًا لحديثه، وأشار إلى أن عددًا لا بأس به من المزارعين يفضلون حراثة أراضيهم يدويًّا، سواء أكانت حمامات زراعية أم كانت أراضي مفتوحة.

ويبين أن الحراثة اليدوية لها مميزات عدة، أبرزها إبقاء التربة رخوة بعد الحراثة، ما يكسب الأشتال والمزروعات انتعاشًا كبيرًا وانطلاقًا سريعًا.

ويوضح أن ذروة العمل من الفجر حتى التاسعة صباحًا، ومن الثالثة عصرًا حتى غروب الشمس، خصوصًا في المواسم، قائلًا: "العمل وقت الظهيرة غير مرغوب فيه، بسبب حرارة الشمس العالية".

ويلفت الحمايدة إلى أن الحراثة في الأساس عملية خاصة بتحسين بنية التربة واستصلاحها في إطار شروط مناخيّة مناسبة ورطوبة محدّدة للتربة، وتكثر أنواعها، ولها أشكال وتسميات مختلفة حسب توقيتها وعمقها والغاية من إجرائها.

ومن فوائدها جعل التربة هشّة وسلسة يتخلّلها الماء بسهولة، فتمتصه وتمنع تبخره، كما تمتص الرطوبة الليلية لاستخدامها في النهار، وكذلك تهوية التربة بحيث تكون دافئة شتاءً وباردة صيفًا، وفقًا لحديثه.

ويتابع الحمايدة: "أيضًا الحراثة تقطع جذور النباتات المتبقّية في التربة وتحلّلها، وتُسهِّل امتداد جذور الغرّاس الجديدة وانتشارها، وتساعد على التخلّص من الأعشاب الضارّة بالمحاصيل وتعقيم التربة بتعريضها للشمس، وتساعد على خلط الأسمدة العضويّة وتحسين مواصفات التربة، وتساهم في القضاء على الآفات المرضيّة والحشريّة، وفي زيادة المحاصيل وكميّة الإنتاج".

ويشير إلى أن طاقته في الحراثة التقليبية للأرض أربعة دونمات في اليوم الواحد، في حين تتسع في تخطيط الأرض وتدفين البطاطا من عشرة إلى خمسة عشر دونمات، لافتًا إلى أن ثمن حراثة الأرض متقارب في الطريقتين التقليدية والحديثة.

 

IMG_20210321_142527.jpg
 

IMG_20210321_140314.jpg
 

IMG_20210321_140448.jpg
 

 

IMG_20210321_141750.jpg
 

 

IMG_20210321_141428.jpg
 

 

IMG_20210321_141031.jpg
 

 

IMG_20210321_140856.jpg
 

 

IMG_20210321_141948.jpg