فلسطين أون لاين

تقديرًا لتضحياتهم وتأكيدًا لدورهم

تقرير الأسرى بتاريخهم المقاوم.. حاضرون في القوائم الانتخابية

...
تصوير/ ياسر فتحي
غزة/ جمال غيث:

اشتملت القوائم الانتخابية التي بدأت الفصائل والشخصيات المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني تشكيلها لخوض انتخابات المجلس التشريعي المقرر إجراؤها في 22 مايو/ أيار المقبل، على مرشحين من الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تقديرًا لجهودهم وتضحياتهم ودورهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وتأتي مشاركة الأسرى في القوائم الانتخابية لتأكيد أهميتهم وقدرتهم على إيصال رسالتهم للعالم وإطلاع الجهات المعنية على ما يتعرضون له خلف القضبان.

وعلى الرغم من تغييب الأسرى خلف سجون الاحتلال فإن لهم دورًا فاعلًا في المجتمع، ويمتلكون رؤى خاصة تمكن صانعي القرار من اتخاذ قرارات مناسبة.

دور فاعل

وتؤكد الأسيرة المحررة غفران زامل خطيبة الأسير القائد حسن سلامة، إن مشاركة الأسرى في القوائم الانتخابية تأكيد لدورهم الفاعل في المجتمع، وأنهم لم يغيبوا خلف قضبان السجون ولهم أهمية ووجود وتأثير في الشارع الفلسطيني.

وتقول زامل لصحيفة "فلسطين"، إنه على الرغم من غياب الأسرى أجسادًا في سجون الاحتلال فإن أفكارهم وأعمالهم حية، ولهم أهمية وحضور فاعل في الشارع الفلسطيني.

واعتبرت أن قضية الأسرى هي العنوان الأبرز في تقييم الأداء السياسي للأحزاب المنافسة على الانتخابات، وتمثل اختبارًا أخلاقيا وإنسانيا وقيميا، وأن من وضعهم على رأس أولوياته يستحق أن يمنح الصوت الانتخابي.

وأضافت أن أسرانا على الرغم من تغييبهم خلف السجون فإنهم يشاركون في الحالة الفلسطينية ورأب الصدع وتوحيد الصفوف، مدللة على ذلك بوثيقة الوفاق الوطني التي صاغها الأسرى في مايو 2006، ما يؤكد أنهم غير مغيبين عن الواقع الفلسطيني.

وقد برز خطيب زامل القائد سلامة ضمن القائمة الرسمية التي سلمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس للجنة الانتخابات المركزية بغزة أمس.

وقال منسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، وممثل حركة حماس في اللجنة زكي دبابش: إن أسرانا هم عنوان النضال الفلسطيني، وهم الأجدر لتمثيل شعبنا لإحساسهم بالوطنية ومشاركتهم في النضال الفلسطيني.

ويضيف دبابش لـ"فلسطين" أن الأسرى هم أكثر الناس إحساسًا بأوضاعهم ومعاناتهم، فهم الأجدر لتمثيل شعبنا والدفاع عن قضاياهم في المجلس التشريعي، مؤكدًا أهمية مشاركتهم في القوائم الانتخابية، لأنهم قادرون على إيصال رسالتهم للعالم عبر مؤسسات خاصة بهم داخل وخارج الأسر.

ولفت إلى وجود مطالبات من أهالي الأسرى ومختلف أطياف شعبنا الفلسطيني لأن يشارك أسرانا في الانتخابات التشريعية، مردفا أن قائمة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية ستضم عددا من قادة الحركة في السجون.

تحدى الاحتلال

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسؤول ملف الأسرى فيها علام الكعبي: إن مشاركة الأسرى في قوائم انتخابات المجلس التشريعي له رسائل عديدة أهمها الرسائل السياسية وهي أن أي قائمة تحمل اسم أسير هو شرف لها، لما للأسرى من أهمية ومكانة ودور كبير على المجتمع الفلسطيني.

وأضاف الكعبي لـ"فلسطين" أن مشاركة الأسرى في القوائم الانتخابية جاء نتيجة نضالاتهم وتضحياتهم والجهود التي بذلوها، مشيرا إلى أن مشاركتهم تدلل على تحدي شعبنا للاحتلال، بأن أسرانا رقم صعب لا يمكن تجاوزه، رغم محاولاته للضغط باتجاه عدم ترشيح بعضهم في الانتخابات بسبب تنفيذهم عمليات نوعية وبطولية ضده.

وأردف أن شعبنا يقتات على معنويات الأسرى ويفرح عندما يجد هناك وفاء لهم من الفصائل وأنهم ضمن القوائم التي ستخوض الانتخابات، لافتا إلى أن أسرانا أسرى حرية وحرب، ويشاركون في صناعة القرار الفلسطيني ما يؤكد فشل مساعي الاحتلال لعزلهم وإفشال دورهم ومنع انخراطهم في الحياة السياسية.

وشدد على ضرورة كسر المعايير التي يضعها الاحتلال في وجه الأسرى ووصفهم بالقتلة.

أهمية التمثيل

ورأى مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الديمقراطية إبراهيم منصور أن مشاركة الأسرى في القوائم الانتخابية يهدف لتثبيت أحقيتهم في مشروع النضال الفلسطيني ككل، وأهمية تمثيل هذه الشريحة لدورها القيادي المركزي في الحياة الاجتماعية والسياسية.

وأضاف منصور، وهو عضو لجنة الأسرى القوى الوطنية والإسلامية، في حديث لـ"فلسطين" أن مشاركة الأسرى في الانتخابات التشريعية ستزيد من تسليط الضوء على قضيتهم، وكشف الجرائم الممارسة بحقهم.

ولفت إلى أن قائمة الجبهة الديمقراطية للانتخابات التشريعية تضم كلا من الأسير المحرر إبراهيم أبو حجلة، والأسير المقدسي حسين درباس.

من جهته أكد حازم الشوبكي نجل اللواء الأسير فؤاد الشوبكي، أهمية مشاركة الأسرى في القوائم الانتخابية تقديرًا لدورهم وجهودهم التي بذلوها في خدمة القضية الفلسطينية، ولتأكيد أن قضيتهم تحتل مكانة بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وأبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف الشوبكي لـ"فلسطين" أن مشاركة الأسرى سيدفع الجميع للتواصل معهم، وإيصال رسالتهم للعالم بهدف الاطلاع على معاناتهم وخاصة المؤسسات الإنسانية والحقوقية، ولمشاركة المواطنين في المعاناة التي يعانوها خلف القضبان.

ووصف حالة التضامن مع الأسرى بـ"الضعيفة"، داعيًا الكل الفلسطيني للتحرك على كل الأصعدة لحمايتهم وتسليط الضوء على قضيتهم لإنهاء معاناتهم.

وبين أن والده سيمثل الحركة الأسيرة في قائمة فتح بعد ترشيحه من الحركة في قطاع غزة، إلى جوار الأسير ياسر أبو بكر.